البغدادي، ثم الدمشقي
قال السخاوي: ذكره شيخُنا - يعني: ابن حجر - في " إنبائه " وقال: إنه قدم بغداد في صغره، فاشتغل على الشمس السمرقندي في القراءات، والفقه ثم حضر مجلس الكرماني، وقرأ عليه " البخاري " كثيراً، وجاور معه بمكة، وكان يُقري ولديه وغيرهما، في النحو، والصرف، وغير ذلك، مع سلامة باطن، ودين، وتعفف، وتواضع، وخط حسن.
وقدم دمشق، وولي إمامة الخانقاه السميساطية بها، ودرس وأعاد، وحدث وأفاد.
مات بها في جُمادى الآخرة، سنة ثلاث وثمانمائة، وقد جاوز الثمانين. انتهى ملخصاً.
وذكره [التقي] الكرماني، فقال: قرأت عليه القرآن، والشاطبية، وغيرهما، وكان فاضلاً في القراءات، والنحو، والصرف، واللغة، وفقه مذهبه، مُشاركاً في غيرها، مع حسن الصوت بالقرآن والحديث.
وهو كان القارئ للبخاري بمجلس والدي، مدة طويلة، بل لازم مجلس والدي نحو ثلاثين سنة، وجاور معه بمكة، ولزمه حتى مات، وارتحل بسبب الفتنة اللنكية، في سنة خمس وتسعين، عن بغداد إلى دمشق، فأقام بها بعد زيارته القدس والخليل، حتى مات عن نيف وستين، أو سبعين، ودفن بظاهر دمشق، رحمه الله تعالى.
475 - أسعد بن هبة الله بن إبراهيم بن القاسم بن محمد بن عبد الله
أبو المُظفر، ابن أبي سعد، ابن أبي القاسم، ابن أبي محمد
ابن أبي الفرج، الربعي، الأديب، النحوي
المعروف، بابن الخيزراني
ولد سنة إحدى وخمسمائة، في شهر رمضان، وسكن بغداد.
وسمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي غالب أحمد بن الحسن، وأبي عبد الله الحسين بن إبراهيم الدينوري.
سمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي، وأبو العباس أحمد بن محمد البندنيجي.
ذكره ابن الدبيثي، وقال: كان له معرفة بالفقه على مذهب أبي حنيفة، وقرأ الأدب على أبي منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي، وكان يفهم ما يقرأ عليه.
وذكره ابن النجار، وقال: روى لنا عنه أبو بكر عبد الله بن أحمد المقري، وتفقه على مذهب أبي حنيفة، وكان فقيهاً فاضلاً، أديباً عالماً، حسن الطريقة، متديناً.
مات ليلة الخميس، سادس عشر ربيع الآخر، سنة تسعين وخمسمائة، ودفن بالوردية. رحمه الله تعالى.
باب من اسمه إسماعيل
476 - إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد الشيباني
أبو الفضائل
أحد القضاة بدمشق، نيابة، وأحد الفقهاء بها.
عرف بابن الموصلي، وكان محمود السيرة.
ولد ببصرى، سنة أربع وأربعين وخمسمائة، في رابع عشر ربيع الآخر.
سمع منه الحافظ الرشيد العطار، وأجاز للمُنذري.
وذكره الشيخ شهاب الدين القوصي في " معجمه "، وقال: أنشدني لنفسه:
قال العَذُولُ بَدَا الْعِذَارُ بِخَدِّهِ ... فَتَسَلَّ عنهُ فالْعِذَارُ يشِينُ
فَأَجَبْتُه مَهْلاً رُويدك إنَّما ... أَغْرَاكَ فيهِ بالْمَلاَمِ جُفُونُ
ما ذاكَ شَعْرُ عِذَارِهِ لكِنَّمَا ... أَجْفَانٌ عَيْنِك في الصِّقَالِ تَبِيْنُ
ومن شعره أيضاً قوله:
بِأَبِي الأَهْيَفَ الذي لَحْظ عُيْنَيْ ... هِ ذَا رَاشِقٌ وهذا رَشِيقُ
راحَ في حُسْنِه غَريباً وإِنْ كا ... نَ شَقِيقاً لِوَجْنَتَيْهِ الشقيقُ
وقال في " تاج التراجم ": هو القاضي شرف الدين، له مصنفات في الفرائض مشهورةٌ، انعزل في منزله حتى مات، سنة ثلاثين وستمائة.
وأرَّخ الذهبي وفاته سنة تسع وعشرين، رحمه الله تعالى.
477 - إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن نصر
ابن أبي المعالي بن الملاق الشروطي
أبو الفضل
إمام القليجية.
ولد سنة سبع وثلاثين وستمائة.
ذكره الذهبي، في " معجمه "، وقال: سمع من خطيب مردا، والرضي بن البرهان، وكان خيراً، متواضعاً.
مات في جُمادى الآخرة، سنة تسع وسبعمائة. رحمه الله تعالى.
478 - إسماعيل بن إبراهيم بن غازي بن علي بن محمد، أبو الطاهر
النميري، المارداني، عُرف بابن فُلُوس
وهو ابن خالة القاضي شمس الدين بن الشيرازي، وكانا ينوبان في القضاء عن ابن الزكي.