يؤجر به كل من الزوجين إذا قام به لله عز وجل وفي النكاح حصول الأولاد والأجر بتربيتهم والقيام عليهم فالنكاح صلاح للأمة كلها للفرد والجماعة للرجال والنساء في الدين والدنيا والحاضر والمستقبل.
ولقد سر الناس كلهم كثرة الزواج في هذه الأيام لما يحصل به من المصالح التي سمعتم بعضها الآن نسأل الله تعالى أن يبارك للجميع وعليهم وأن يجعل عاقبتهم حميدةً وحياتهم سعيدةً حياة عفاف وإيمان وعمل صالح ورزق طيب واسع وذرية طيبة. لكن بقي عقبتان نرجو الله تعالى أن ييسر تذليلهما على أيدي المخلصين المؤمنين.
العقبة الأولى المغالاة في المهور والزيادة فيها إلى حد كبير أصبح عسيرًا على كثير من الناس وهذا من أكبر العوائق عن النكاح وهو خلاف السنة فإن السنة تخفيف المهر وتسهيله وهو من أسباب بركة النكاح والوئام بين الزوجين فإن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونةً «وقد تزوج رجل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم امرأةً بنعلين فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم نكاحه» «وقال لرجل التمس ولو خاتمًا من حديد فلم يجد شيئًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل معك شيء من القرآن قال نعم سورة كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم زوجتكما أو قال ملكتكها بما معك من القرآن» «وقال له رجل يا رسول الله إني تزوجت امرأةً على أربع أواق يعني مئةً وستين درهمًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم على أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عُرْض هذا الجبل» ، وقال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لا تغلوا صدق النساء يعني مهورهن فإنها لو كانت مكرمةً في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيا أيها الغني القادر لا تغال في المهر ولا تفاخر في الزيادة فيه فإن في مجتمعك من إخوانك من لا يستطيع مباراتك وإذا دخلت على أهلك فأعطهم من المال ما شئت ثم أنتم أيها الأولياء لا تجعلوا المال غرضكم وعوضكم من بناتكم ومن ولاكم عليه من النساء فتشترطوا لأنفسكم شيئًا من المهر تثقلون به كاهل الزوج وتحرمون المرأة منه اجعلوا غرضكم أن تعيش المرأة عند رجل صالح ذي دين وخلق تحيا معه حياةً سعيدةً في ظل الدين والأخلاق ولقد أعجبني رجلان فاضلان من هنا أما أحدهما فخطبت منه ابنته فاشترط على الخاطب أن لا يدفع مهرًا سوى كذا، مهر قليل جدًّا سماه للخاطب وأما الثاني فدفع الخاطب إليه المهر وكان مهرًا متوسطًا فأخذ منه أبو الزوجة أقل ما يمكن أن تجهز به المرأة ورد