بالأركان، وأما غير الأئمة، فيفرطون فيها بالترك، وعدم الصبر مع الإمام، وقد قال النبي: «من قام مع الإمام حتى ينصرف من الوتر، وإذا قمتم من آخر الليل، وأحببتم الصلاة، فصلوا ركعتين ركعتين بدون وتر؛ لأن الوتر لا يعاد مرة ثانية» .
واعلموا أن أفضل عدد تصلى به التراويح ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد في رمضان، ولا غيره على إحدى عشر ركعة» . وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة» . (رواه مسلم) وصح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أمر أبي بن كعب، وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة (رواه مالك في الموطأ عن محمد بن يوسف، وهو ثقة ثبت عن السائب بن يزيد وهو صحابي) فهذا العدد جاءت به سنة النبي صلى الله عليه وسلم، واتبعه فيها عمر ومع ذلك لو صلاها الإنسان ثلاثا وعشرين أو تسعا وثلاثين كما كان السلف في ذلك اختلاف، ولكن الذي ينكر على بعض الناس هو الإسراع المفرط الذي تذهب به الطمأنينة، وتفوت به مكملات الصلاة، وربما واجباتها.
واجتهدوا أيها المسلمون في قراءة القرآن، فإنه كلام ربكم، فلكم الشرف في تلاوته والأجر، ولكم بالعمل به الحياة الطيبة وطيب الذكر، ولكم بكل حرف منه عشر حسنات، وإذا مررتم بآية سجدة، فاسجدوا في آية ساعة من ليل أو نهار كبروا عند السجود، وقولوا في السجود: سبحان ربي الأعلى، وادعوا، وإذا سجدتم للتلاوة في الصلاة، فكبروا عند السجود، وعند الرفع منه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (بسم الله الرحمن الرحيم: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ - اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ - الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} [إبراهيم: 1 - 3]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. . الخ.