إن أطفأتها من أول أمرها قضيت عليها، ونجوت منها، وإن تركتها تستعر التهمت ما تستطع مقاومتها، ولا الفرار منها، فيما بعد؛ لأنها تكون أكبر من قدرتك.

لكن كيف نستطيع مقاومة هذه الألبسة؟ إننا نستطيع ذلك بأن يتأمل الإنسان بنظر العقل والإنصاف إلى منافع هذه الألبسة، ولا منفعة فيها وإلى مضارها، فإذا اقتنع من مضارها منع منها أهله وأقاربه الذين يستطيع أن يمنعهم، وينصح إخوانه بني وطنه عن لبسها، ويشينها في نفوس البنات الصغار، ويستعيبها عندهن لتتركز في نفوسهن كراهة هذه الألبسة وبغضها حتى يرين أن من لبسها فهو معيب.

إن بعض الناس يتعللون بعلل غير صحيحة يقولون: إن عليهن سروالا ضافيا، ولكن هذه ليست بعلة صحيحة؛ لأن هذه السراويل ضيقة تبين حجم الأفخاذ والعجيزة بيانا كاملا تظهر مفاصلها مفصلا مفصلا، وتبين إن كانت البنت نحيفة أو سمينة، وكل هذا مما يوجب تعلق النفوس الخبيثة بها، ويدخلها في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كاسيات عاريات» . ويقول بعض الناس: إن هذه البنت صغيرة، ولا حكم لعورتها، وهذه العلة ليست بموجبة للإباحة، وذلك لأن البنت إذا لبستها وهي صغيرة ألفتها وهي كبيرة، وإذا لبستها وهي صغيرة زال عنها الحياء، وهان عليها انكشاف أفخاذها وساقها؛ لأن هذه المواضع من البدن إذا كانت مستورة من أول الأمر، فإن المرأة تستعظم كشفها عند كبرها، وإذا كانت مكشوفة من أول الأمر لم يكن عظيما في نفسها كشفها فيما بعد، وهذا أمر معلوم بالعادة والحس أن الإنسان إذا اعتاد شيئا هان عليه كما أننا نرى الآن أن هذه الألبسة تلبسها بنات كبيرات ينبغي عليهن الاحتجاب؛ لأن البنت إذا بلغت مبلغا يتعلق بها النظر وتطلبها النفس، فإنها تحتجب، قال الزهري رحمه الله وهو من أئمة التابعين: لا يصلح النظر إلى شيء ممن يشتهي النظر إليهن وإن كانت صغيرة.

أيها المسلمون، ولقد شاع عند بعض النساء أن تلبس العباة، وتحتها ثياب جميلة، ثم ترفع العباة إلى نصف بدنها، فتبين ثيابها، ويحصل التبرج المنهي عنه، ولقد بين الله في كتابه العزيز أن التبرج من الرجس، فإن الله لما نهى أمهات المؤمنين عنه قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015