وعند الدكاكين، وكل هذا مخالف لهدي السلف الصالح. فإن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من المسجد، وقد اختلط النساء على الرجال في الطريق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء: «استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق، عليكن بحافات الطريق، فكانت المرأة تلصق بالجدار، حتى إن ثوبها ليعلق بها» . وقالت أم سلمة رضي الله عنها لما نزلت هذه الآية {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59] خرج نساء الأنصار كأن على رؤسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يلبسنها، وقالت عائشة رضي الله عنها: " ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا لكتاب الله، ولا إيمانا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31] فانقلب الرجال يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم يتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة، إلا قامت إلى مرطها (?) المرحل (?) فاعتجرت به (?) تصديقا، وإيمانا بما أنزل الله في كتابه.

أيها المسلمون، إن ترك الحبل على الغارب للنساء، وإطلاق سراحهن يخرجن متى شئن، وعلى أية كيفية أردن بدون مبالاة، ولا حياء من الله، ولا مراقبة له إنه لمن أكبر أسباب الشر والفساد وسقوط المروءة والأخلاق والسمعة السيئة للبلاد وحلول العذاب والعقاب، قال الله تعالى) : {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16] وقال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان» . (رواه مسلم) وقال: «المرأة عورة، فإذا خرجت اسشترفها الشيطان» . أي: زينها في نظر الرجال (رواه الترمذي، وقال الألباني: إسناده صحيح) وقال صلى الله عليه وسلم: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» (متفق عليه) .

فاتقوا الله أيها المسلمون، واحذروا هذه الفتنة التي حذركم منها نبيكم صلى الله عليه وسلم اقضوا على أسباب الشر قبل أن تقضي عليكم، وأغلقوا أبواب الفساد قبل أن تتكسر الأبواب.

أيها الناس: إنه لا يستغرب إذا خرجت المرأة الشابة متزينة بثياب جميلة ليس فوقها سوى عباءة قصيرة أو مرفوعة إلى أعلى بدنها، ولا يستغرب إذا خرجت متطيبة بطيب يحرك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015