الخطبة السابعة
في التحذير من فتنة النساء إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليما.
أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى، وقوموا بما أوجب الله عليكم: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6] قوا أنفسكم وأهليكم هذه النار بفعل الوقاية منها، ولا يكون ذلك إلا بامتثال أمر الله ورسوله، واجتناب نهي الله ورسوله، والقيام بما أوجب الله علينا، وحملنا من الرعاية والحماية خصوصا في النساء، فإن النساء يحتجن إلى زيادة الرعاية لأنهن ناقصات في العقل وناقصات في الدين كما أخبر بذلك سيد المرسلين، ومن لا ينطق عن الهوى. وكما يشهد به الواقع المحسوس. فالمرأة قاصرة النظر والتفكير نظرها لا يتجاوز قدميها، وتفكيرها مضطرب لا يقر على شيء، كل شيء يغيره عاطفتها متداعية كل شيء يجذبها، ويميل بها. ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى الرجال قوامين عليهن، فقال سبحانه: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34] فقوموا أيها الرجال بما جعلكم لله قوامين به، ولا تبخسوا أنفسكم حقها لا تغلبكم النساء على رجولتكم، ولا يلهينكم الشيطان عن رعاية أهليكم، ولا تنشغلوا بأموالكم عن أولادكم، ولا بمكاسبكم عن أخلاقكم وشرفكم.
أيها المسلمون، إن كثيرا من النساء في هذا العصر قد لعب الشيطان بهن بأفكارهن وتصرفاتهن، وجنبهن طريق الهدى إلى طريق الهوى والردى تخرج الواحدة منهن إلى السوق بدون حاجة. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «بيوتهن خير لهن» . وتخرج الواجدة متزينة بالثياب والحلي ومتطيبة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المرأة إذا استعطرت، فمرت بالمجلس، فهي كذا وكذا» . يعني زانية (رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح) . وتخرج الواحدة فتمشي في السوق مشية الرجل بقوة وجلد وترفع، صوتها كما يتكلم الرجل، وتزاحم كما يزاحم الرجل، وتخالط الرجال في السوق