نشاهد بنات في الثامنة من العمر، أو أكثر عليهن شلحة أو كرته تبلغ نصف الفخذ فقط، وعليها سروايل لا أفخاذ له إنك لترى القريب القريب من السوأة خصوصا، إذا كانت الشلحة مقمطة من فوق، فإنها ترتفع أطرافها من أسفل، فيبين من العورة. يا إخواني ما الفائدة من هذا اللباس للمجتمع هل فيه تهذيب لأخلاقه، أو تتميم لإيمانه، أو إصلاح لعمله، أو تقدم ورقي لشأنه، أو صحة لبدن لابسه كلا، ولكن فيه المفاسد وزوال الحياء، واعتياد هذا اللباس عند الكبر كما هو مشاهد، فإن هذا اللباس لم يقتصر شره على الصغار جدا من البنات، بل سرى إلى شابات في سن الزواج كما تراه أحيانا إذا كشفت الريح عباءتها.
أيها المسلمون: إن الواجب الديني والخلقي يحتم علينا القضاء على هذه الألبسة، والتناهي عنها، وأن تحفظ نساءنا عن التبرج، وأن نكون قوامين عليهن كما جعلنا الله كذلك نقوم عليهن، ونلزمهن بما يجب، ونمنعهن مما يحرم، وإذا أمكن أن تأتي إليهن بما يحتجن من السوق أتينا به فإن لم يمكن، فلتأت به أعقلهن، وأبعدهن من الفتنة. إن الواجب علينا أن نتناصح، ونتعاون ينصح القريب قريبه، والجار جاره، فإن لم نفعل هلكنا جميعا، ووصل الشر إلى من لا يريده. أيها المسلمون: إن هذه الألبسة لا تنكر؛ لأنها غريبة وجديدة من نوعها، فليس كل جديد ينكر إلا إذا تبين ضرره ومخالفته لما يجب السير عليه، ولقد شاهدتم بأنفسكم، وسمعتم من غيركم ما يترتب عليها من أضرار، فلذلك أنكرناها، وحذرنا عنها أسأل الله تعالى أن يعيننا جميعا على الخير، وأن يمنعنا من الشر، وأن يرزقنا العافية في الدنيا والآخرة، وأن يجعلنا ممن قال فيهم: {فَبَشِّرْ عِبَادِ - الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ} [الزمر: 17 - 18] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.