والله أعلم بما كانوا عاملين هل حاولوا حلها، أو كانوا عنها معرضين؟ وإن من المشاكل لدينا، وأعظمها خطرا ما وقع فيه بعض النساء من الخروج إلى الأسواق ومكان البيع والشراء متطيبات متبرجات يخرجن أيديا محلاة بالذهب، ويلبسن ثيابا قصيرة تنكشف بأدنى سبب، وربما وقفن على صاحب الدكان، وضحكن معه، وهذا أعظم الفتن والشر، وليس هذا أيها المسلمون واقعا في نساء كبيرات السن فقط من شواب لا يبلغن العشرين من العمر، وهذا أمر عجيب لقد كانت الشواب عندنا منذ زمن قريب لا يحدثن أنفسهن بالخروج إلى الأسواق أبدا، وإذا احتجن إلى الخروج لم يخرجن إلا في أطراف النهار في غاية من التحفظ والتستر، ثم انقلبت الحال إلى ما ترى بهذه السرعة كأنما نقفز إلى التبرج والسفور قفزا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أيها المسلمون: لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات، عاريات، مائلات، مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخث المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» . هذه صفات نساء أهل النار كاسيات عاريات أي: عليهن كسوة لا تفيد، ولا تستر، إما لقصرها، أو خفتها، أو ضيقها، مائلات مميلات، مائلات عن الحق، وعن الصراط المستقيم، مميلات لغيرهن، وذلك بسبب ما يفعلنه من الملابس والهيئات الفاتنة التي ضلت بها نفسها، وأضلت غيرها. أيها المسلمون: أيها المؤمنون بالله ورسوله: أيها المصدقون بما أخبر به محمد صلى الله عليه وسلم، أيها القابلون لنصيحته لقد أخبركم الناصح الأمين بصفة لباس أهل النار من النساء لأجل أن تحذروا من هذا اللباس، وتمنعوا منه نساءكم، فهل تجدون أحدا من المخلوقين أنصح لكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل تجدون هديا أكمل من هديه؟ هل تجدون طريقا لإصلاح المجتمع ومحاربة ما يهدم دينه وشرفه أتم من طريقه وأحسن؟ كلا والله لا تجدون ذلك أبدا، وإن كل مؤمن بالله ورسوله ليعلم أنه لا أحد أتم نصحا، ولا أكمل هديا، ولا أحسن طريقا من محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن الغفلة والتقليد الأعمى أوجبا أن نقع فيما وقعنا فيه.
أيها الناس: إن هذه الألبسة القصيرة التي تلبسها بناتكم، فتقرونهن عليها، وربما ألبستموهن إياها أنتم ليست والله خيرا، بل هي شر لهن تذهب الحياء عنهن، وتجلب إليهن الفتنة، وتوجب هجر اللباس الشرعي الساتر لباس الحشمة، والحياء، والسلف الصالح إننا