الدعاء له، وجوباً أو استحباباً، ما لم يشرع مثله من الدعاء للحي.

قال عوف بن مالك صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول: "اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر" -أو من عذاب النار- حتى تمنيت أن أكون أنا الميت لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الميت1 رواه مسلم. وذكر أحاديث نحو هذا، ثم قال:

فهذا مقصود الصلاة على الميت، وهو الدعاء له، والاستغفار له، والشفاعة فيه.

ومعلوم أنه في قبره أشد حاجة منه على نعشه، فإنه حينئذ معرض للسؤال وغيره.

وقد كان عليه الصلاة والسلام يقف على القبر بعد الدفن، فيقول: "سلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل" 2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015