وتفقه قَلِيلا وَسمع الحَدِيث، وَكَانَ شَاعِرًا مجيدا)
وكاتبا مطيقا وخطيبا مصقعا قَالَ وَاتفقَ أَنه خرج ليخطب فَلم ير السُّلْطَان النَّاصِر حضر فاستمر جَالِسا على الْمِنْبَر قدر ثلث سَاعَة حَتَّى جَاءَ فَقَامَ حِينَئِذٍ وَأَشَارَ إِلَى المؤذنين بِالْأَذَانِ فعاب عَلَيْهِ جمَاعَة ذَلِك، قَالَ وَكَانَ كثير المنامات جدا حَتَّى كَانَ يتهم فِي الْكثير مِنْهَا، وَكَانَ يتعانى الْوَعْظ وَيكثر الْبكاء وَلكنه كَانَ لَا يستحضر من الْفِقْه إِلَّا قَلِيلا، وَقَالَ اجتمعتبه بِبَيْت الْمُقَدّس وَسمعت عَلَيْهِ الثَّالِث من فَوَائِد ابْن الأخشيد وَسمعت من نظمه وفوائده، وَقَالَ فِي أنبائه إِنَّه نظم كتابا فِي التَّفْسِير، وَكَانَ ذكيا فطنا قَالَ وَكَانَ عريض الدَّعْوَى كثير المنامات الَّتِي يشْهد سامعها بِأَنَّهَا بَاطِلَة، قَالَ وَكَانَ سريع الدمعة جدا مقتدرا على ذَلِك حَتَّى حكى لي من شَاهده يبكي بِعَين وَاحِدَة قَالَ وَكَانَ عفيفا نزها لَا يحابي وَلَا يداهن وَلَا يعاب إِلَّا بالإعجاب والتزيد فِي الْكَلَام والمنامات، وَقَالَ التقى بن قَاضِي شُهْبَة إِنَّه كَانَ يُكَاتب السُّلْطَان فِيمَا يُرِيد فيرفع الْجَواب بِمَا يخْتَار وانضبطت الْأَوْقَاف فِي أَيَّامه وَحصل للفقهاء مَالا كَانُوا لَا يصلونَ إِلَيْهِ قبله وانتزع مشيخة الشُّيُوخ من ابْن أبي الطّيب كَاتب السِّرّ قَالَ وَوَقعت لَهُ أُمُور تغير خاطر برقوق عَلَيْهِ مِنْهَا وَكَانَ طلب مِنْهُ اقتراضا من مَال الْأَيْتَام فَامْتنعَ فَعَزله وعقدت لَهُ بعد عَزله مجَالِس ولفقوا عَلَيْهِ قضايا فَلم يسمع عَلَيْهِ مَعَ كَثْرَة من تعصب عَلَيْهِ أَنه ارتشى فِي حكم وَلَا أَخذ من قُضَاة الْبر شَيْئا، قَالَ وَكَانَ خَطِيبًا بليغا لَهُ الْيَد الطُّولى فِي النّظم والنثر وَالْقِيَام التَّام فِي الْحق، وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَجمع أَشْيَاء، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصريه والمقريزي فِي عقوده وَأنْشد عَن الْجلَال بن خطيب داربا فِيهِ لما ولي قَضَاء دمشق:
(قَضَاء دمشق بادل ... لسه خلتك لايراعوني)
(رميت بِكُل مصقعة ... وَبعد الْكل باعوني)
أَحْمد بن نَاصِر الدّين. / فِي ابْن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سَلامَة.
656 - أَحْمد بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد الْمُحب والشهابكما للكرمانيأبو الْفضل أَو أَبُو يحيى أَو أَبُو يوسفكما لشيخنابن الْجلَال أبي الْفَتْح بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن السراج أبي حَفْص التسترِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ المولد وَالدَّار نزيل الْقَاهِرَة الْحَنْبَلِيّ سبط السراج أبي حَفْص عمر بن عَليّ بن مُوسَى بن خَلِيل الْبَغْدَادِيّ الْبَزَّاز / إِمَام جَامع الْخَلِيفَة بهَا والمعيد بالمستنصرية وَأحد المصنفين فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالرَّقَائِق حَسْبَمَا ذكره ابْن رَجَب فِي طَبَقَات الْحَنَابِلَة الْآتِي كل من أَخَوَيْهِ عبد الله وَفضل ووالدهم وَغَيرهم من وَلَدي صَاحب
التَّرْجَمَة الْمُوفق مُحَمَّد ويوسف وَبني أَخَوَيْهِ وَيعرف بالمحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ. ولد فِي ضحى يَوْم السبت سَابِع عشر رَجَب سنة خمس