بعد مصاهرة الخيضري على ابْنة لَهُ بكر أمهَا تركية وَكَذَا تزوج ابْنة عبد الرَّحِيم بن الجيعان بعد أبي وَلَدهَا التقي بن الرسام وَهُوَ عشير ظريف فهم ذكي قل من يسد مسده مسكره متودد وجده الْعِمَاد الَّذِي اتَّصل بِهِ مترجم فِي الدررويذ كركثير من الشاميين أَصله بِحَيْثُ قيل مِمَّا أسْتَغْفر الله من حكايته:
(يَا ابْن الأراذل وليت فِينَا قَاضِيا ... خرف الزَّمَان أم جن الْفلك)
(إِن كنت تحكم باليهود فَرُبمَا ... أما بدين مُحَمَّد فَمن أَيْن لَك)
وَقَالَ التقي السُّبْكِيّ الْموقع:
(تَبًّا لدهر قد أَتَى بعجائب ... ومحا فنون الْعلم والآداب)
(وأتى بقاض لَو انبسطت يَدي ... فِيهِ لردته إِلَى الْكتاب)
وَقدم الْقَاهِرَة مَطْلُوبا فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَتِسْعين فانتظم أمره على مَال كثير ودام حَتَّى رَجَعَ لبلده أَوَائِل جُمَادَى الأولى من الَّتِي تَلِيهَا.
622 - أَحْمد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الدّين بن جمال الدّين بن القَاضِي شمس الدّين الطولوني
الْحَنَفِيّ / هُوَ السمين، كَانَ عَارِيا مَعَ إِلْمَام يسير بصناعة الشُّهُود وَقد نَاب للحنفية بالكبش بعناية صهر لَهُ، وبواسطته سَافر على قَضَاء ركب الْمحمل فِي سنة سبعين ثمَّ صرفه الأمشاطي عَن النِّيَابَة وتوسل بِكُل طَرِيق فِي لعود فَمَا أَفَادَهُ إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثامن عشر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ أَبوهُ مِمَّن يشْهد عِنْد الْمَيْمُونِيّ وَالْولد سر أَبِيه، وَقد سمعا مَعًا ومعهما أَخُوهُ عبد الْقَادِر الْمجْلس الْأَخير من البُخَارِيّ بالظاهرية العتيقة عَفا الله عَنْهُم وعنا.
623 - أَحْمد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الله الصَّدْر بن الْجمال القيسري الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن العجمي. / ولد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأَقْرَأهُ الْقُرْآن وَصلى بِهِ قبل استكماله إِحْدَى عشرَة سنة فِي البرقوقية أول مَا فتحت سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَكَذَا أقرأه الْفِقْه والعربية والمعاني وَغَيرهَا وأحضر لَهُ المؤدبين والمعلمين من الْعَجم وَغَيرهم إِلَى أَن ترعرع وبرع فِي فنون وَصَارَ معدودا فِي الْفُضَلَاء، وباشر التوقيع فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَنظر الْجَيْش بِالشَّام والحسبة بِالْقَاهِرَةِ غير مرّة وَنظر الجوالي ومشيخة الشيخونية وَغير ذَلِك متنقلت بِهِ الْأَحْوَال. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَكَانَ بارعا فَاضلا نحويا نقبها مفننا فِي عُلُوم كَثِيرَة مَذْكُورا بالذكاء التَّام وَحسن التَّصَوُّر وجودة الْفَهم حسن المحاضرة فصيحا بليغا مقداما مَعَ الْكَرم والتواضع جَالس الْمُؤَيد ونادمه وقتا وَاتفقَ أَن الْمُؤَيد أرسل عسكرا ومقدمه الْفَخر بن أبي الْفرج فَرَأى فِي الْمَنَام أَن الْفَخر مَكْشُوف الرَّأْس فاغتنم لذَلِك وقصه