عمر بن مُحَمَّد كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء الأذكياء الأدباء الفصحاء العارفين بالأصول وَالتَّفْسِير والعربية، وَأفْتى ودرس وَوعظ عدَّة سِنِين وَلم يكن مرضِي الدّيانَة، وَكَذَا سَمَّاهُ فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه كَانَ مفرط الذكاء فصيح الْعبارَة مُتَقَدما على كل من باحثه إِلَّا أَنه أَخّرهُ عدم تزَوجه وَمَا سمع عَنهُ بمعاشرة المتهمين فَكثر الطعْن عَلَيْهِ وشنعت القالة فِيهِ وَلم يكن هُوَ يفكر فِي هَذَا بل لَا يزَال مُقبلا على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ على مَا يعاب بِهِ انْتهى. وَالصَّوَاب أَنه أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر فقد قَرَأت بِخَط تِلْمِيذه الشهَاب الْجَوْجَرِيّ مَا نَصه: توفّي شَيخنَا الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْأُسْتَاذ رَئِيس الْمُحَقِّقين عُمْدَة الْمُفْتِينَ أوحد الزَّمَان شيخ الْفُنُون النقلية والعقلية المفوه الْمُحَقق المدقق النصوح للطللبة بدر الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الشَّيْخ الْعدْل شمس الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ سراج الدّين عمر الطنبذي الشَّافِعِي بِالْمَدْرَسَةِ الحسامية تجاه سوق الرَّقِيق فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشري ربيع الأول سنة تسع وَصلى عَلَيْهِ يَوْم الْأَحَد بِجَامِع الْحَاكِم تقدم النَّاس الْجمال عبد الله الأقفهسي الْمَالِكِي وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وَأثْنى الْخلق عَلَيْهِ حسنا وَدفن خَارج بَاب النَّصْر بتربة الْجمال يُوسُف الاستادار فرحمه الله مَا أغزر علمه وَأكْثر تَحْقِيقه وَأحسن تَدْقِيقه. قلت وَقد بلغنَا أَنه كَانَ يضايق الصَّدْر الْمَنَاوِيّ القَاضِي فِي المباحث وَنَحْوهَا فتوصل حَتَّى علم وَقت مَجِيئه وَهُوَ مَشْغُول لمحله من الْمدرسَة الْمشَار إِلَيْهَا وَهِي قريبَة من سكن القَاضِي فَجَاءَهُ لَيْلًا وَمَعَهُ بقجة قماش ودراهم فَوَجَدَهُ غَائِب الْعقل فَأمر من غسل أَطْرَافه وَنزع تِلْكَ الأثواب ثمَّ ألبسهُ بدلهَا وَوضع الدَّرَاهِم وَقَالَ لبواب الْمدرسَة اعْلَم أخي بمجيئي حِين بَلغنِي انْقِطَاعه فَوَجَدته مغمورا فَقَرَأت الْفَاتِحَة ودعوت لَهُ بالعافية ثمَّ انصرفت فَكَانَ ذَلِك سَببا لخضوعه ورجوعه وعد ذَلِك فِي رياسة القَاضِي.
162 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد شهَاب الدّين النشيلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد دلال الْكتب. / مِمَّن اشْتغل وَقَرَأَ على الخيضري وَنَحْوه وعَلى النشاوي وَعبد الصَّمد الهرساني.
163 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد القاهري الشيخي الْمَاوَرْدِيّ أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْآتِي. / مِمَّن سمع على شَيخنَا ختم البُخَارِيّ بالظاهرية.
164 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي. / مِمَّن قرض لِلشِّهَابِ السيرجي نظما ونثرا.
165 - أَحْمد بن عمر بن مطرف الْقرشِي الْمَكِّيّ السمان وَيعرف بجده. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين.
166 - أَحْمد بن عمر بن معيبد / وَزِير الْيمن. مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين. ذكره ابْن عزم.