وَأَعْلَى مَا عِنْده مُطلقًا جُزْء ابْن عَرَفَة حَضَره على القلانسي بإجازته من الْعِزّ الْحَرَّانِي عَن ابْن كُلَيْب قَالَ وَلم يخلف بعده مثله، وَقَالَ فِي رفع الأصر وَكثر الأسف عَلَيْهِ خُصُوصا من طلبة الْعلم، وَقَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي أَنه سمع بقرَاءَته على أَبِيه وَغَيره قَالَ وَهُوَ عَالم نَشأ نشأة حَسَنَة فِي غَايَة من اللطافة والحشمة وَحسن الْخلق والخلق كثير الأشغال والاشتغال من أول عمره إِلَى آخِره وَكَانَ بعد موت الْجلَال البُلْقِينِيّ أوحد فُقَهَاء مصر والقاهرة وَعَلِيهِ الْمُعْتَمد فِي الْفتيا. وَقَالَ التقي الفاسي أخذت عَنهُ أَشْيَاء من تواليفه ومروياته وانتفعت بِهِ كثيرا فِي علم الحَدِيث وَغَيره قَالَ وَهُوَ أَكثر فُقَهَاء عصرنا هَذَا حفظا للفقه وتعليقا لَهُ وتخريجا وفتاويه على كثرتها مستحسنة ومعرفته للتفسير والعربية وَالْأُصُول متقنة وَأما الحَدِيث فأوتي فِيهِ حسن الرِّوَايَة وعظيم الدِّرَايَة فِي فنونه، قَالَ وَحدث بِكَثِير من مسموعاته وَله آمال كَثِيرَة أملاها بعد وَالِده، وَقد كتب لَهُ وَالِده أَنه سامع فِيمَا حَضَره بِبِلَاد الشَّام مَعَ كَونه كَانَ فِي الثَّالِثَة لما رأى فِيهِ وَالِده من الفطنة الْكَثِيرَة قَالَ وَهُوَ كثير الذكاء والمروءة والمحاسن قَاض لحوائج النَّاس إِلَى أَن قَالَ وَكَانَ يغلب عَلَيْهِ الْخَيْر والتواضع وسلامة الْبَاطِن، وَقَالَ الْجمال بن مُوسَى: الإِمَام الْعَلامَة الفريد شيخ الْحفاظ هُوَ أشهر من أَن يُوصف. وَقَالَ الْبَدْر الْعَيْنِيّ كَانَ عَالما فَاضلا لَهُ تصانيف فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَفِي شرح الْأَحَادِيث وَيَد طولى فِي الْإِفْتَاء كَانَ آخر الْأَئِمَّة الشَّافِعِيَّة بالديار المصرية.
وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ وحسنوا للسُّلْطَان تَوْلِيَة ابْن شَيْخه على بذل مَال الْتزم بِهِ مَعَ قَوْلهم أَنه أعلم مِنْهُ وَأَنه من بَيت الْعلم والرياسة تنغصت حَيَاته وَأُصِيب كل من تعصب عَلَيْهِ وَاسْتمرّ بطالا من الحكم عمالا فِي الأشغال والتدريس وَالْجمع فِي حلقته متوفر وَأكْثر أَيَّامه يشْتَغل ويشغل وتصنيفه ودروسه من محَاسِن الدُّرُوس يجْرِي فِيهَا بِدُونِ تلعثم وَلَا توقف، وَكَانَ فِي أوخر حَيَاته بعد وَفَاة السراج البُلْقِينِيّ أوحد فُقَهَاء مصر والقاهرة وَمن عَلَيْهِ الْفَتْوَى وَالْمُعْتَمد انْتهى.
وَسمعت من يَقُول أَنه كَانَ فِي تَقْرِيره للْعلم كَأَنَّهُ خطيب فصاحة وطلاقة وإعرابا بل لَو رام شخص كِتَابَة ذَلِك تمكن مها إِن كَانَ سريعها وَجعله وَالِده ثَانِي اثْنَيْنِ يرجع إِلَيْهِمَا بعده فِي علم الحَدِيث كَمَا بَينته فِي تَرْجَمَة شَيخنَا وَوَصفه بِالْحَافِظِ وَهُوَ جدير بذلك وَكَانَ إِذا وَردت عَلَيْهِ)
مناسخة يسْتَعْمل أحد جماعته الزين البوتيجي فِيهَا