المنفلوطي لتعلم الْعَرَبيَّة فبحث عَلَيْهِ بالأشمونين غَالب الألفية ثمَّ ورد الْقَاهِرَة فقطنها متسببا بِبَعْض حوانيتها وسافر لدمشق وزار الْقُدس غير مرّة وَدخل اسكندرية بعد الْقرن فَأَقَامَ بهَا يُؤذن بمدرسة قَائِد إِلَى أَن أضرّ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ولقيه البقاعي فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بمدرسة ابْن بصاصة مِنْهَا فَكتب عَنهُ قَوْله

(كلما تاه دلالا وصلف ... زِدْت شوقا وغراما وشغف)

(أهيف يخجل بانات السنقا ... قده الْعمَّال لينًا وهيف)

وسَاق قصيدة طَوِيلَة وسافر من اسكندرية بعد سنة أَرْبَعِينَ فَانْقَطع خَبره 105 (أَبُو بكر) بن عبد الله بن قطلبك الدِّمَشْقِي الأديب المنجم شيخ أديب بارع فِي الزجل والبليق صَاحب نَوَادِر عِنْده ظرف ومجون رث الْحَال قدم حماة فركن للصلاح خَلِيل بن السَّابِق وَأثر عشرته مَعَ كَثْرَة انجماعه عَن النَّاس كتب عَنهُ ابْن خطيب الناصرية وَغَيره وَكَانَ الصّلاح الْمشَار إِلَيْهِ يحفظ مُعْجم نظمه ومطارحاته وَهُوَ الَّذِي عَارض قصيدة الْعَلَاء البهائي الغزولي الجابي الَّذِي امتدح بهَا الْبَدْر مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود وأولها

(أَلا بأنسمة الرّيح قفي أبديك تبريحي ... )

(قفي أَسأَلك عَن قلبِي ... )

(وَإِن شِئْت أقل روحي ... )

بقصيدة أَولهَا

(ضراط الْبَغْل فِي الرّيح ... على فرش من الشيح)

(وشربي الْخلّ ممزوجا ... بأمراق القواليح)

وَبلغ ذَلِك الْعَلَاء فانحرف جدا وهجا صَاحب التَّرْجَمَة بعدة مقاطيع مِنْهَا

(إِن يكن بالهجو بَادِي ... من لعلم النُّجُوم يغوى)

(فانزلوا فِي الرَّأْس مِنْهُ ... فَهُوَ فِي الْبَلدة عوا)

مَاتَ بحماة فِي البيمارستان النوري فِي الْمحرم أَو صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأوصى أَن لَا يُبَاع حِمَاره إِلَّا بِمِائَة وَخمسين درهما وَأَن لَا يُبَاع لِابْنِ حجَّة لِكَثْرَة بغضه لَهُ ذكره ابْن خطيب الناصرية وَهنا مَا لَيْسَ عِنْده وَأنْشد لَهُ من نظمه غير القصيدة الْمشَار إِلَيْهَا وترجمه شَيخنَا فِي إنبائه وَجزم بصفر وَقَالَ الشَّاعِر تعانى التنجيم والآداب وَكَانَ بارعا فِي النّظم والمجون وَله مطارحات مَعَ أدباء عصره أَوَّلهمْ الشَّمْس المزين ثمَّ خطيب زرع ثمَّ عَليّ البهائي واشتهر بخفة الرّوح والنوادر المطربة وَهُوَ الْقَائِل

(حَنَفِيّ مدرس حَاز حد ... الرياض الشَّقِيق فِي التنميق)

(لَو رَآهُ النُّعْمَان فِي مجْلِس الدَّرْس ... لقَالَ النُّعْمَان هَذَا شقيقي)

وَله فِي الشَّمْس المزين الشَّاعِر زجل أَوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015