وشنف المسامع وَجمع مُؤَلفه محَاسِن من تقدمه وَزَاد فَلَو قيل مَا الْفرق قُلْنَا الْفرق لجامع فهيج لي بذلك المغنى طَربا وجدد الأشواق أربا وأدار على مسمعي مدامة وشحت حببا فَقلت وَالْقلب يُقيم شوقا وَيقْعد أدبا
(أَقُول لصحبي عِنْد رُؤْيَة طيبَة ... وَقد أطرب الْحَادِي بأشرف مُرْسل)
(خليلي هَذَا ذكره ودياره ... قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل)
وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْعَالم الْعَامِل الْعَلامَة الحبر الْبَحْر الفريد الْحجَّة الْمُحَقق الْقدْوَة مفتي الْمُسلمين زين الْملَّة وَالدّين جمال الْعلمَاء العاملين شرف الْأَعْيَان والمدرسين وسَمعه مَعَه الْمُحدث الشّرف الْقُدسِي وَكتب عَلَيْهِ أبياتا وَكَذَا وقف عَلَيْهِ فِي السّنة الَّتِي قبلهَا القَاضِي نَاصِر الدّين بن الميلق وَقَالَ
(وقف ابْن ميلق الْفَقِير على الَّذِي ... أعيت أَمَالِيهِ النهى إعياء)
(فتقاصرت عَن شأوه مداحه ... وَلَقَد سموا نَحْو السَّمَاء ثَنَاء)
(فَثنى الْفَقِير عَن الثَّنَاء عنانه ... لكنه مد الْعَنَان دُعَاء)
(وبخطه كتب التقاصر يرتجي ... لحظ الْكِرَام إِذا رَأَوْهُ رَجَاء)
وقرضه أَيْضا مُحَمَّد بن أَحْمد بن خطيب بيروذ وَعلي بن يُوسُف بن الْحسن الزرندي وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عِيسَى بن الخشاب وقرأه عَلَيْهِ غير وَاحِد بِالْمَدِينَةِ بل قَرَأَهُ عَلَيْهِ ابْن سكر بِمَكَّة والبرهان القيراطي وَعبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن نصر بن المعمر الوَاسِطِيّ وَأحمد بن يُوسُف بن ملك الرعيني الغرناطي وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن جَابر الأندلسي وهما الْأَعْمَى والبصير إِذا وقف عَلَيْهِ كل مِنْهُم بِالْمَدِينَةِ وَاخْتصرَ الزهر الباسم فِي سيرة أبي الْقَاسِم
وَسَماهُ رَوَائِح الزهر وَكَذَا اختصر الْحِرْز الْمعد لمن فقد الْوَلَد لأبي الْقسم عبد الْغفار بن مُحَمَّد السَّعْدِيّ وَسَماهُ مَنَافِع الْحِرْز وَعمل منسكا صَغِيرا مُفِيدا جَامعا سَمَّاهُ مرشد الناسك إِلَى معرفَة الْمَنَاسِك وأكمل شرح شَيْخه الأسنوي للمنهاج سَمَّاهُ الوافي بتكملة الْكَافِي يُقَال أَنه شرع فِيهِ فِي حَيَاته وَكَذَا شرح الزّبد للبارزي وَسَماهُ الْعمد فِي شرح الزّبد إِلَى غَيرهَا وَوَصفه البرهاني الأبناسي فِي إِجَازَته لوَلَده بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة ذِي الْفَوَائِد الجسيمة والفرائد الْيَتِيمَة صدر المدرسي زين الْمُفْتِينَ بل وصف وَالِده بالشيخ الصَّالح المربي كَهْف الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وكلا من جده واللذين فَوْقه بالشيخ الصَّالح مَاتَ بعد أَن تغير على الْمُعْتَمد يَسِيرا فِي مستهل ذِي الْحجَّة وَمن قَالَ فِي سادس عشر فقد وهم سنة سِتّ عشرَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وإيانا وَقد جزم شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِأَنَّهُ تغير وَتعقبه ابْن