متحدثا على أَوْلَاد النَّاصِر فرج قَالَ أَن الْأَعْرَج افتات فِي بَيْعه وسودون مَوْلَاهُ لَا وَارِث لَهُ سوى أَوْلَاد النَّاصِر ثمَّ بَاعه ثَانِيًا لططر، واختص بططر حَتَّى عمله شاد الشَّرّ بخاناه عِنْده فَلَمَّا تسلطن أنعم عَلَيْهِ بأمرة طبلخاناه ثمَّ عمله شاد الشَّرّ بخاناه السُّلْطَانِيَّة ثمَّ بلغ الْأَشْرَف فِي سلطنته التَّرَدُّد فِي مُعْتقه فَاشْتَرَاهُ من أنَاس بِأَلف دِينَار وَأعْتقهُ ثمَّ رقاه للتقدم فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ثمَّ عمله حَاجِب الْحجاب وَاسْتمرّ إِلَى أَن تجرد مَعَ الْأُمَرَاء إِلَى الْبِلَاد الشامية وَعَاد مَعَهم فِي سلطنة الْعَزِيز فَخلع عَلَيْهِ باستمراره على)
الحجوبية ثمَّ نَقله الظَّاهِر إِلَى إمرة مجْلِس ثمَّ بعد يويمات إِلَى إمرة سلَاح ثمَّ بعد أشهر إِلَى الأتابكية فَعظم وضخم ونالته السَّعَادَة وَاسْتمرّ يترقى لإقبال السُّلْطَان عَلَيْهِ فِي كَثْرَة الإنعام وَقبُول الشَّفَاعَة والتوقير حَتَّى أثرى وَهُوَ مَعَ هَذَا كُله لَا يزْدَاد إِلَّا إمساكا وانهماكا فِيمَا لَا يرتضى لَكِن خُفْيَة خوفًا من الظَّاهِر لبغضه الْقَبِيح، إِلَى أَن مرض فدام مُدَّة وتعطلت حركته ثمَّ عوفي وَركب ثمَّ عَاد مَرضه فَلَزِمَ الْفراش أَيَّامًا. وَمَات وَهُوَ فِي الكهولة فِي شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان بمصلى المؤمني ثمَّ دفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء قبل إكمالها وَلم يثن عَلَيْهِ أحد بِخَير نعم كَانَ سَاكِنا عَاقِلا حشما عريا إِلَّا من رمي النشاب على عُيُوب فِي رميه وَهُوَ فِي ابْتِدَائه أحسن مِنْهُ فِي آخِره.
1090 - يشبك الشَّعْبَانِي الأتابكي الظَّاهِرِيّ برقوق. / رقاه أستاذه إِلَى التقدمة والخازندارية ثمَّ صَار بعده لالاه لِابْنِهِ النَّاصِر واقلب على الفات الْأُمَرَاء والجلبان الظَّاهِرِيَّة إِلَيْهِ فانضم عَلَيْهِ خلائق، وَحِينَئِذٍ قَامَ بترشيد النَّاصِر حَتَّى يستبد بالأمور دون الأتابك أيتمش ورسم بنزوله من السلسلة لداره بِالْقربِ من بَاب الْوَزير كَمَا كَانَ فِي أَيَّام الظَّاهِر فثارت الْفِتْنَة لذَلِك وانكسر أيتمش بِمن مَعَه وَخرج إِلَى الْبِلَاد الشامية فاستقر بيبرس الدوادار أتابكا عوضه ويشبك دوادارا عوض بيبرس وَأخذ أمره فِي التزايد والارتقاء وَصَارَ مُدبر المملكة إِلَى أَن وثب عَلَيْهِ جكم من عوض وَغَيره فقاتلوه وقبضوا عَلَيْهِ وسجنوه بإسكندرية فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة، وَاسْتقر جكم عوضه فِي الدوادارية ثمَّ وَقع بَينه وَبَين سودون طاز أَمِير آخور فَقبض على جكم وحبسه مَكَان يشبك وأعيد إِلَى الدوادارية ثمَّ ولاه النَّاصِر بعد عوده إِلَى الْملك أتابكا ثمَّ استوحش مِنْهُ فَخرج عَاصِيا وَوَافَقَهُ جمَاعَة فَخرج إِلَيْهِم النَّاصِر فهزموه وَآل الْأَمر إِلَى اختفاء يشبك ثمَّ ظهر بالأمان وأعيد إِلَى رتبته وسافر إِلَى الْبِلَاد الشامية مَعَ النَّاصِر فَلَمَّا وَصلهَا قبض عَلَيْهِ هُوَ وَشَيخ وحبسهما بقلعة دمشق فاحتالا حَتَّى خلصا فوافاهما نوروز على بلعبلك فَقتل يشبك