لذَلِك تجريدة رَأسهَا قرقماش أَمِير سلَاح وَاشْتَدَّ بأسه وَكَثُرت أَمْوَاله وتزايدت وجاهته ثمَّ كَانَ مِمَّن قَامَ مَعَ الْأَشْرَف قايتباي فِي السلطنة وَشد عزمه لقبولها وَهُوَ الرَّسُول مِنْهُ إِلَى الظَّاهِر تمربغا يَأْمُرهُ بالتوجه من الْقصر إِلَى البحرة وَحِينَئِذٍ اسْتَقر بِهِ فِي الدوادارية الْكُبْرَى عوضا عَن خير بك الظَّاهِرِيّ خشقدم وعول عَلَيْهِ فِي كل أَمر وَصَارَ هُوَ الْمرجع وَبَالغ فِي نصحه بِحَيْثُ أَنه رام حِين ورد عَن الْعَسْكَر المجهز لسوار مَا ورد التَّوَجُّه لدفعه فَمَنعه السُّلْطَان لمسيس حَاجته إِلَيْهِ فساعد فِي النَّفَقَة للتجريدة بِحمْل عشْرين ألف دِينَار سوى مَا أعطَاهُ لبَعض الْأُمَرَاء وَسوى مَا قَرَّرَهُ على أَعْيَان المباشرين والرؤساء والخدام من الطواشية وَهُوَ شَيْء كَبِير كل على حسب مقَامه، ولمزيد وثوقه بِهِ كَانَ هُوَ المتوجه لمسك الظَّاهِر تمربغا لما خرج والتوجه بِهِ إِلَى إسكندرية ثمَّ كَانَ هُوَ باش الْعَسْكَر المتوجه لدفع سوار واحتال حَتَّى أحضرهُ فِي طَائِفَة، وَكَانَ أمرا مهولا أفرده إِمَامه الشَّمْس ين أجا بِالْجمعِ فَبَالغ، وأضيف إِلَيْهِ الْوزر فَقطع وَوصل وَرفع وخفض وَكَذَا أضيف إِلَيْهِ الأستادارية، وبقوة بأسه كَانَ فصل النزاع فِي عود الْكَنِيسَة الَّتِي زعم الْيَهُود قدمهَا بِبَيْت الْمُقَدّس وهدمها الْمُسلمُونَ فأعيدت وَاعْتذر هُوَ عِنْدِي بِأَن قِيَامه لَيْسَ محبَّة فيهم)

وَلَكِن للوفاء بعهدهم، إِلَى غير ذَلِك من الْحَوَادِث كهدمه السَّبِيل الَّذِي أنشأه أَمِير سلَاح جَانِبك الْفَقِيه عِنْد رَأس سويقة منعم وَغير خاطر السُّلْطَان عَلَيْهِ حَتَّى نفي وَاسْتقر بعده فِي إمرة سلَاح وأضيف إِلَيْهِ النّظر على خانقتي سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية والصالح وَمَا لَا ينْحَصر، وَبِالْجُمْلَةِ فَصَارَت الْأُمُور كلهَا لَا تخرج عَنهُ وارتقى لما لم يصل إِلَيْهِ فِي وقتنا غَيره من أَبنَاء جنسه، وَكَانَ مَسْكَنه قبل الدوادارية قاعة الماس مُقَابل جَامعه ثمَّ بعْدهَا أَولا فِي بَيت تمربغا الْمَعْرُوف بِبَيْت منجك اليوسفي وَأدْخل فِيهِ زيادات ضخمة من جِهَات مُتعَدِّدَة كل زِيَادَة مِنْهَا دَار إمرة على حِدة ثمَّ أَخذ بَيت قوصون المواجه لباب السلسلة وَزَاد فِيهِ أَيْضا أَزِيد مِمَّا فِي الَّذِي قبله وَجعل لَهُ بَابا من الشَّارِع وَبني وكَالَة بخان الخليلي وربعا وَعمل بِالْقربِ مِنْهُ سَبِيلا ومدرسة وَمُقَابل مدرسة حسن ربعا وحوضا وسبيلا للأموات ومكتبا للأيتام وَمَا لَا أنهض لشرحه وجرف من جَامع آل ملك إِلَى الريدانية طولا وعرضا وأزال مَا هُنَاكَ من الْقُبُور فضلا عَن غَيرهَا وَجعل ذَلِك ساباطا يعلوه مكعبا وَعمل مزدرعات هُنَاكَ وحفر بِئْرا عَظِيما يعلوه أَربع سواق إِلَى غَيرهَا من بحرة هائلة للتفرج وحوض كَبِير ثمَّ يخرج من الساباط من بَاب عَظِيم إِلَى قبَّة عَظِيمَة وتجاهها غيط حسن يصل للسميساطية فِيهِ أشتال كَثِيرَة وَأَنْشَأَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015