بِدِمَشْق وَقدم الْقَاهِرَة بعد سنّ التَّمْيِيز فأكمل الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الْقرشِي وَصلى بِهِ على الْعَادة فِي سنة ثَمَان واربعين وَقَرَأَ إِذْ ذَاك على شَيخنَا حَدِيثا أوردهُ عَنهُ فِي الْخطْبَة وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي ومختصر ابْن الْحَاجِب الأَصْل والكافية وعرضها على شَيخنَا بل عرض الْمِنْهَاج على السفطي والمختصر على البُلْقِينِيّ وكل مِنْهُمَا بِحَضْرَة السُّلْطَان وتفقه بِالْعلمِ البُلْقِينِيّ ثمَّ بالمناوي والمحلي قِرَاءَة وسماعا وَمِمَّا قَرَأَهُ على الأول ثَلَاثَة أَربَاع الْمِنْهَاج وعَلى الثَّانِي قِطْعَة من أول شرح الْبَهْجَة وعَلى الثَّالِث أَكثر من نصف شَرحه على الْمِنْهَاج وَعَلِيهِ قَرَأَ شَرحه لجمع الْجَوَامِع فِي الْأَصْلَيْنِ وَكَذَا سمع بعض تَحْرِير ابْن الْهمام عَلَيْهِ وَالْكثير من الْعَضُد مَعَ شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للعبري وغالب شرح الطوالع للأصبهاني على الشرواني بل قَرَأَ عَلَيْهِ شرح العقائد وَقطعَة كَبِيرَة من شرح التَّجْرِيد والحاشية عَلَيْهِ للسَّيِّد وَفِي الْحِكْمَة وَأكْثر من ملازمته وعَلى الشمني الْمُغنِي فِي الْعَرَبيَّة بِكَمَالِهِ مَعَ حَاشِيَة الشَّيْخ عَلَيْهِ وَفِي الِابْتِدَاء على الْجمال عبد الله الكوراني الْمُتَوَسّط فِي النَّحْو وعَلى الْبُرْهَان الْحلَبِي الملحة وَشَرحهَا للْمُصَنف كَانَ كل مِنْهُمَا يَجِيئهُ بجامكية وعَلى ثَانِيهمَا قَرَأَ الْمَجْمُوع فِي الْفَرَائِض)
والسراجية وَشَرحهَا بل انْتفع فِي الْفَرَائِض والحساب بالبدر المارداني وعَلى الْجمال أَولهمَا فِي الْمنطق بل قَرَأَ قِطْعَة من شرح الشمسية على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي آخَرين وَسمع الحَدِيث على جده وَفِي ذَلِك ختم الصَّحِيح بالظاهرية الْقَدِيمَة عَلَيْهِ فِي جملَة الْأَرْبَعين بل قرئَ عِنْده البُخَارِيّ على الشاوي وَالنَّسَائِيّ على الهرساني وَغير ذَلِك، وَلم يكثر من الرِّوَايَة بل أجَاز لَهُ فِي استدعاء مؤرخ برمضان سنة سبع وَأَرْبَعين خلق كالعز بن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة والرشيدي والصالحي والتاج عبد الْوَهَّاب الشاوي وَسمع مني تَرْجَمَة النَّوَوِيّ من تأليفي وَغَيرهَا وكتبت لَهُ مَا أودعته فِي الْكَبِير وَكَانَ يكثر الاستمداد مني غير مقدم على أحدا رَاغِبًا فِي كل مَا أجمعه وَاسْتقر بعد وَالِده فِيمَا كَانَ باسمه من التداريس والأنظار وَغَيرهَا كالشامية البرانية والناصرية البرانية والجوانية والرواحية وَظِيفَة النَّوَوِيّ والأسدية وناب عَنهُ فيخا البلاطنسي ثمَّ الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة، وَولي نظر الْجَيْش بِالْقَاهِرَةِ عوضا عَن الزيني بن مزهر يَسِيرا فَمَا انطبع فِيهِ وَكَذَا اسْتَقر بعد السيفي الْحَنَفِيّ فِي تدريس التَّفْسِير بالمنصورية وأقرأ فِيهِ الْكَشَّاف قِرَاءَة فائقة استوفى فِيهَا الْحَوَاشِي وَنَحْوهَا وامتلأت الْأَعْين بِحسن تأديته حفظا وتقريرا بل أَقرَأ الطّلبَة كثيرا من الْفُنُون والكتب وتزاحموا عَلَيْهِ فِي آخر وَقت وَفرغ نَفسه لَهُ وحمدوا تواضعه وتودده ومزيد محبته فِي الْفُضَلَاء والتنويه بهم ولين عريكته وَشدَّة حيائه وَكَثْرَة أدبه وجوده