الْفُقَهَاء وَلذَا قيل أَنه عرض عَلَيْهِ قَضَاء الْمُقَدّس فَامْتنعَ بل قيل أَنه طلب لقَضَاء مصر فَأبى وَلَكِن قيل أَيْضا أَنه ولي قَضَاء الشَّام فَلم يتم وَحكى لي الْبَدْر السَّعْدِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة أَنه بَيْنَمَا هُوَ عِنْده فِي درسه إِذْ حضر إِلَيْهِ الشّرف الْأنْصَارِيّ بمربعة بمرتب الْعَيْنِيّ فِي الجو إِلَى بعد مَوته وَهُوَ فِي كل يَوْم دِينَار فَردهَا وَقَالَ إِن جقمق يروم يستعبدني فِي مُوَافَقَته بِهَذَا الْمُرَتّب أَو كَمَا قَالَ، وابتنى)

بالخانقاة السرياقوسية مدرسة ووقف عَلَيْهَا مَا كَانَ فِي حوزته من أَمْلَاك وَجعل فائضها لأولاده، وَكَانَ شَيخا كثير الإجلال والتبجيل لَهُ مُعْتَمدًا عَلَيْهِ فِي مذْهبه وبسببه نافره الْبَدْر بن التنسي وَكَذَا سَمِعت الْعِزّ قَاضِي الْحَنَابِلَة يَقُول أَنه لم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله، وَقد اجْتمعت بِهِ مرَارًا بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة وَسمعت من فَوَائده وعلقت من نظمه أَشْيَاء وَمن ذَلِك قَوْله:

(وَأفضل خلق الله بعد نَبينَا ... عَتيق ففاروق فعثمان مَعَ عَليّ)

(وَسعد سعيد وَابْن عَوْف وَطَلْحَة ... عُبَيْدَة مِنْهُم وَالزُّبَيْر فتم لي)

كَذَا قَالَ عُبَيْدَة وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَة، وَكَانَت فِيهِ حِدة مفرطة واستحالة فِي أَحْوَاله وطرقه. مَاتَ بِمَكَّة فِي ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين وَصلي عَلَيْهِ بعد الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَنُودِيَ عَلَيْهِ من أَعلَى قبَّة زَمْزَم وَدفن بالمعلاة بمقبرة بني النويري وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله وإيانا.

599 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن مرضِي الزين أَبُو البركات بن نَاصِر الدّين بن الشهَاب بن النُّور بن الزين الْعَبدَرِي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن المغيزل. / قَالَ شَيخنَا فِي تَرْجَمَة عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله م ندرره أَنه كثير الِاشْتِغَال بِالْعلمِ مَعَ تعَاطِي التِّجَارَة وَأَنه كتب بِيَدِهِ من تصانيفه قَالَ وَهُوَ يحبني حفظه الله وَقد سَمِعت قِرَاءَته عَلَيْهِ فِي شرح النخبة وغريها وتكرر قدومه للقاهرة فِي حَيَاته وَبعده وَكَانَ عَظِيم الهمة فِي تَحْصِيل الْفَوَائِد وَالْعلم مثابرا على ذَلِك مَعَ تعلله بالربو وضيق النَّفس حَتَّى لقد كَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ بِسَبَب التَّحْصِيل وَكَانَ يلبس الفروة فِي أغلب الْأَوْقَات وَأما فِي الشتَاء فيزيد على فَرْوَة مَعَ كبر الْعِمَامَة ومزيد التدثر مُخْتَصر قَاضِي بَلَده ابْن الخرزي. مَاتَ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا.

600 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمر بن أبي بكر الْبَدْر بن الْبَهَاء بن الشَّمْس الْكِنَانِي السمنودي الأَصْل ثمَّ الْمصْرِيّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف كهما بِابْن الْقطَّان. / ولد بعد عصر يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر رَمَضَان سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمصْر حَسْبَمَا أملاه عَليّ وَنَازع البقاعي فِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015