وَمَات فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا.

499 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أَبُو عبد لاله المغربي الأندلسي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بالراعي. ولد بغرناطة من بِلَاد الأندلس / فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا وَأخذ الْفِقْه وأصوله والعربية عَن أبي جَعْفَر أَحْمد بن إِدْرِيس بن سعيد الأندلسي وَغَيره وَسمع على أبي بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمعَافِرِي بن اللب وَيعرف بِابْن أبي عَامر والخطيب أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن الحفار وَمُحَمّد بن عبد الْملك بن عَليّ الْقَيْسِي وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الجرومية بِأَخْذِهِ لَهَا عَن الْخَطِيب أبي جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم الجذامي عَن القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ الْحَضْرَمِيّ عَن مؤلفها وَجَمِيع خُلَاصَة الباحثين فِي حصر حَال الْوَارِثين للْقَاضِي أبي بكر عبد الله بن يحيى بن زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ بِأَخْذِهِ لَهَا عَن مؤلفها وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الله الجذامي وقاسم بن سعيد العقباني وَأَبُو الْفضل بن الإِمَام وَأَبُو عبد الله حفيد ابْن مرزووق والكمال بن خير والزين المراغي والزين مُحَمَّد بن أَحْمد الطَّبَرِيّ وَأَبُو إِسْحَق إِبْرَهِيمُ بن مُحَمَّد بن إِبْرَهِيمُ بن الْعَفِيف النابلسي فِي آخَرين من الْمغرب والمشرق وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَعشْرين فحج واستوطنها وَسمع بهَا من الشهَاب المتبولي وَابْن الْجَزرِي وَشَيخنَا واختص بِهِ وَطَائِفَة وَأم بالمؤيدية وقتا وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ النَّاس طبقَة بعد طبقَة لَا سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة بل كَانَت فنه الَّذِي اشْتهر بِهِ وبجودة إرشاده فِيهَا وَشرح كلا من الألفية والجرومية وَالْقَوَاعِد وَغَيرهَا بِمَا حمله عَنهُ الْفُضَلَاء، وَله نظم وسط كتبت عَنهُ مِنْهُ الْكثير وَمِمَّا لم أسمعهُ مِنْهُ مَا أوده فِي مُقَدّمَة كتاب صنفه فِي نصْرَة مذْهبه وأثبته دفعا لشَيْء نسب إِلَيْهِ:)

(عَلَيْك بتقوى الله مَا عِشْت وَاتبع ... أَئِمَّة دين الْحق تهدى وتسعد)

(فمالكهم فالشافعي فَأَحْمَد ... ونعمانهم كل إِلَى الْخَيْر يرشد)

(فتابع لمن أَحْبَبْت مِنْهُم وَلَا تمل ... لذِي الْجَهْل والتعصيب إِن شِئْت تحمد)

(فَكل سَوَاء فِي وجيبة الاقتدا ... متابعهم جنَّات عدن يخلد)

(وحبهم دين يزين وبغضهم ... خُرُوج على الْإِسْلَام وَالْحق يبعد)

(فلعنة رب الْعَرْش والخلق كلهم ... على من قلاهم والتعصب يقْصد)

وَكَانَ حاد اللِّسَان والخلق شَدِيد النفرة من يحيى العجيسي أضرّ بِأخرَة. وَمَات بسكنه من الصالحية فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر وَدفن بالصحراء قَرِيبا من تربة الزين الْعِرَاقِيّ رَحمَه الله وإيانا وَذَلِكَ بعد أَن أنْشد قبيل مَوته بِشَهْر فِي حَال صِحَّته بعض أَصْحَابه من نظمه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015