حسن الشكالة وضيئا لطيف الْعشْرَة زَائِد الِاعْتِقَاد فِي الصَّالِحين كثير الزِّيَارَة لَهُم أَحيَاء وأموتا بَعيدا عَن الملق والمداهنة سريع البادرة وَالرُّجُوع شَدِيد الصفاء، تصدى التدريس قَدِيما بِجَامِع الازهر وَبِغَيْرِهِ من الأكن والبلاد وَأخذ عَنهُ والأكابر التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه والفرائض ولاصلين والعربية وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغير ذَلِك وَقُرِئَ عِنْده البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيره مرّة، وَشرع قَدِيما فِي كتاب جعله كالمحاكمات بَين الْمُهِمَّات والتعقبات وقف على مَا كتبه مِنْهُ شَيخنَا وَاسْتَحْسنهُ وحضه عل إكماله وَكَذَا شرح مُقَدّمَة شَيْخه الحناوي فِي النَّحْو فِي مُجَلد لطيف وقف عَلَيْهِ مؤلف الْمَتْن وَله أَيْضا جُزْء لطيف فِي الْعَرَبيَّة وَبَعض قَوَاعِد فقية وحواش على شرح الْبَيْضَاوِيّ للاسنوي وعَلى الخبايا الزوايا للزكرشي وَغير ذَلِك بل كتب على الرَّوْضَة من محلين وَلَا تَخْلُو دروسه من عنديات وأبحاث مبتكرة وَلَكِن لِسَانه أحسن من قلمه وَبَيَانه أمتن من عَدمه وينسب إِلَيْهِ الْعَمَل بِمَسْأَلَة ابْن سُرَيج فِي الظلاق وَقد نزوج قبل مَوته بِيَسِير بِابْنِهِ السبر باي زَوْجَة الصّلاح المكيني مَعَ بَقَاء ابْنة الْعلم البُلْقِينِيّ الَّتِي كَانَ تَزْوِيجهَا بعد أُخْتهَا بِمُقْتَضى اعْتِقَاده فِي عصمته وَأقر فِي مرض مَوته بِحُقُوق وبحوها، ومحاسنه كَثِيرَة وَكنت)

أوده وَلَكِن الْكَمَال الله وَمَا أَحْبَبْت لزكريا مَا عمله مَعَه وَقد سمعته يَقُول أَنا قَتِيل زَكَرِيَّا وَمرَّة الصاني، ثمَّ تصرف فِي تركته مَعَ فتح الدّين وَغَيره أقبح تصرف وَلذَا لم يلبث أَن قوصص الْكل وَلم يظْهر للقدر الْمَأْخُوذ مِنْهُ بالتجبر والتكبر ثَمَرَة فانه بعد اتبياع بدل بِهِ حل وَبيع وبذل فِيمَا الله عَالم بِهِ بل تمنى الْمُسْتَحق لوقف السيفي دوَام ذَلِك كَمَا كَانَ رَحمَه الله وإيانا. وَقَالَ الشهَاب الطوخي بعد مَوته:

(رعى الله قبرا ضم أعظم عَالم ... بتحقيقه حاوي الْجَوَاهِر كالبحر)

(فمذ غَابَ أظلم الجو بالورى ... وَكَيف يضيء الجو مَعَ غيبَة الْبَدْر)

261 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن فريج نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الصَّالِحِي. / نِسْبَة للصالحية الَّتِي بِظَاهِر الْقَاهِرَة، وَقَالَ المقريزي إِلَى الصالحية من منَازِل الرمل بطرِيق الشَّام. ولد سنة بضع وَخمسين وَسمع فِيمَا ذكر من الْجمال بن نَبَاته وَغَيره وتعاني الادب فنظم الشعهر الْمُتَوَسّط وَكتب الْخط الْحسن وَوَقع عَن الْقَضَاء ثمَّ نَاب فِي الحكم عَن الْحَنَفِيَّة ثمَّ عَن الشَّافِعِيَّة ثمَّ وثب على منصب قَضَاء الشَّافِعِيَّة لما غَابَ الصَّدْر الْمَنَاوِيّ فِي السّفر مَعَ السُّلْطَان لقِتَال تمر لنك وَاسْتقر بعد الْيَأْس من الْمَنَاوِيّ وشغور المنصب عَنهُ أَزِيد من شَهْرَيْن فِي تَاسِع عشري شعْبَان سنة ثَلَاث فَأَقَامَ عشرَة أشهر ثمَّ عزل فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015