وَخمسين اسنقل بِهِ. وَذَلِكَ فِي شوالها وقريء توقيعه فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة ثمَّ انْفَصل عَنهُ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَترك الْمُبَاشرَة من ثَانِي عشر ربيع الأول حِين بُلُوغه الْخَبَر ثمَّ أُعِيد فِي أثْنَاء السّنة وَاسْتمرّ، وأكمل تصنيف وَالِده الَّذِي جعله كالحاشية على الْكَنْز وانْتهى فِيهِ إِلَى الْحِوَالَة فَكتب صَاحب التَّرْجَمَة من ثمَّ إِلَى آخِره فِي مُجَلد، وتصدى للتدريس والافتاء ودرس بدرس يلبغا الَّذِي تَلقاهُ جده من الْوَاقِف ثمَّ بعده ابْنه أَبُو الْبَقَاء ثمَّ ابْنه هَذَا وَفِي درس ايتمش والزنجيلي وَخير بك ومدرسة الاشرف قايتباي من واقفهما. وَلم يلبث أَن مَاتَ قبل مُبَاشرَة الاخير فِي يَوْم الاحد ثَالِث عشر الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ وَدفن من يَوْمه على أَبِيه فِي المعلاة بعد الصَّلَاة عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته حافلا جدا رَحمَه الله.

112 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد غياث الدّين أَبُو اللَّيْث بن الرضي أبي حَامِد الصَّاغَانِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ سبط التقي بن فَهد، أمه أم هَانِئ وَابْن عَم الَّذِي قبله ووالد عَليّ الْمَاضِي وأخو الْخَطِيب الْمُحب النويري لأمه. / ولد فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وألفية الحَدِيث والنحو وَالْمجْمَع فِي الْفِقْه لِابْنِ الساعاتي والمنار فِي أُصُوله والعمدة فِي أصُول الدّين كِلَاهُمَا لحافظ الدّين النَّسَفِيّ وَالتَّلْخِيص، وَعرض على جمَاعَة وَسمع من أبي الْفَتْح المراغي والزين الاميوطي وجده التقي ووالده الرضي وَعَمه أبي الْبَقَاء وَغَيرهم كالمحب بن الشّحْنَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهُ خلق باستدعاء خَاله النَّجْم عمر، وَأخذ بِبَلَدِهِ عَن ابْن عَمه الْجمال الْمَذْكُور قبله واشتدت عنايته بملازمته فِي كثير من كتب الْفِقْه ولاصلين والعربية والْحَدِيث قِرَاءَة وسماعا، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بحرا فلازم الامين الاقصرائي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ إِلَى الْبيُوع من شرح الْمجمع لِابْنِ فرشتا وَسمع عَلَيْهِ فِي فتاوي قَاضِي خَان فِي التَّقْسِيم وَفِي التَّلْوِيح على التَّوْضِيح لصدر)

الشَّرِيعَة وَفِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وتوضيح ابْن هَاشم وَفِي رمضانها جَمِيع البُخَارِيّ والمصابيح والمشارق والشفا وَكَذَا سمع الْيَسِير من أَوَائِل شرح الْمُحب بن الشّحْنَة على الْهِدَايَة عَلَيْهِ وَفِي الْفِقْه على سيف الدّين ولازم ابْن عبيد الله فِي قِرَاءَة قِطْعَة من النِّكَاح من شرح الْمجمع لِابْنِ فرشتا وَفِي سَماع قِطْعَة من شرح ابْن فرشتا على الْمَشَارِق من الْهِدَايَة ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي مجاورته بِمَكَّة الْمنَار فِي الاصول وَسمع الْكثير فِي الْفِقْه تقسيما وَربع الْعِبَادَات إِلَى النِّكَاح من الْهِدَايَة ومؤلفه فِي الْمَنَاسِك وَجَمِيع الْمَشَارِق للصغاني، ولازم ابْن أَمِير حَاج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015