الذَّهَبِيّ وَكتابه فِيهِ فَوَائِد وَقد اجْتمعت بِهِ فَوَجَدته رجلا كيسا متواضعا من أهل الْعلم وَهُوَ الْآن مُحدث دمشق وحافظها نفع الله بِهِ الْمُسلمين وَابْن خطيب الناصرية فَقَالَ: رَأَيْته إنْسَانا حسنا مُحدثا فَاضلا وَهُوَ مُحدث دمشق وحافظها والمقريزي فَقَالَ: طلب الحَدِيث فَصَارَ حَافظ بِلَاد الشَّام بِغَيْر مُنَازع وصنف عدَّة مصنفات وَلم يخلف فِي الشَّام بعده مثله. والمحب بن نصر الله فَقَالَ فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ: وَلم يكن بِالشَّام فِي علم الحَدِيث آخر مثله وَلَا قريب مِنْهُ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ التقي بن قندس وتلميذه الْعَلَاء المرداوي. وَقَالَ الإِمَام الْحَافِظ النَّاقِد الجهبذ المتقن المفنن حَافظ عصره وراوية زَمَانه وعلامته لَهُ التصانيف الْحَسَنَة وَالنّظم الْمُتَوَسّط.

وَكَذَا ذكره التقي بن فَهد فِي ذيل طَبَقَات الْحفاظ لَهُ وَآخَرُونَ وَاتَّفَقُوا على توثيقه وديانته، وشذ البقاعي جَريا على عَادَته فَقَالَ: وَكَانَ مُحدثا مَشْهُورا بِالْحَدِيثِ. وَوَصفه شَيخنَا بِالْحِفْظِ وَهُوَ عِنْد كثير من النَّاس مَشْهُور بدين، واطلعت أناله على تزوير وكشط وتغيير فِي حق مَالِي كَبِير فِي غير مَا مَكْتُوب انْتهى. وَالله حسيبه وَقد أوردت فِي معجمي من نظمه أَشْيَاء وَمِنْه:

(وَعشرَة خير صحب بالجنان أَتَى ... وعد النَّبِي لَهُم سردا بِلَا خلل)

(عَتيق عُثْمَان عَامر طَلْحَة عمر ال ... زبير سعد سعيد وَابْن عَوْف على)

وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار وَأَنه كتب الْخط الْجيد وَصَارَ حَافظ بِلَاد الشَّام بِغَيْر مُنَازع وَلم يخلف هُنَاكَ مثله. مَاتَ فِي ربيع الثاغني على الْمُعْتَمد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِدِمَشْق مسموما فَإِنَّهُ خرج مَعَ جمَاعَة لقسم قَرْيَة من قرى دمشق فسمهم أَهلهَا وحصلت لَهُ الشَّهَادَة وَدفن بمقابر العقيبة عِنْد وَالِده وَلم يخلف فِي هَذَا الشَّأْن بِالشَّام بعده مثله بل سد الْبَاب هُنَاكَ رَحمَه الله وإيانا.)

(لعبت بالشطرنج مَعَ شادن ... رمى بقلبي من سناه سِهَام)

(وجدت شامات على خَدّه ... فمت من وجدي بِهِ وَالسَّلَام)

وَزعم أَنه عمل أرجوزة فِي النَّحْو تنيف عَن ثَمَانِينَ بَيْتا وشيئا فِي علم الرمل وتسيير الْفلك فَالله أعلم. مَاتَ بالمحلة فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ عَفا الله عَنهُ. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّمْس بن الْجمال بن الرُّومِي القاهري الْحُسَيْنِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد. صاهر الْبَدْر بن فيشا على ابْنَته واستولدها وناب عَن ابْن الشّحْنَة وَامْتنع الأمشاطي من استنابته، وَهُوَ مبغض فِي خطته مستفيض أمره فِي طَرِيقَته وَجَرت لَهُ كائنة فِي تَرِكَة ابْن السمخراطي أهانه فِيهَا الْمَالِكِي وَغَيره وعدة كوائن غَيرهَا وَلَا يَنْفَكّ عَن عَادَته. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خضر الشَّمْس بن الْجمال الكوراني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن اشْتغل وَقَرَأَ عَليّ وعَلى غَيْرِي كَابْن قَاسم وَلم يتَمَيَّز وَنزل فِي بعض الْجِهَات ثمَّ أقبل على تعَاطِي مَا لَا يرتضى بِحَيْثُ كثر هذيانه وتعب أَبوهُ بِسَبَبِهِ وتزايد فحشه جدا بعد مَوته. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خلف الله بن عبد السَّلَام القلشاني وَالِد قَاضِي الْجَمَاعَة وأخويه، مِمَّن أَخذ عَن ابْن عَرَفَة وَغَيره وَولي قَضَاء الْأَنْكِحَة بتونس والتدريس بمدرسة)

الْعُنُق. وَكَانَ عَالما صَالحا مَذْكُورا بالكرامات. مَاتَ فِي أَوَائِل أَيَّام السُّلْطَان عُثْمَان حفيد أبي فَارس. استفدته من بعض المغاربة. مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن بكتوت بن بيرم بن بكتوت الشَّمْس الْكرْدِي الأَصْل العلمي القاهري الْحُسَيْنِي الْحَنْبَلِيّ سبط الشَّمْس الغزولي الْحَنْبَلِيّ نزيل البيبرسية الْمَاضِي وَيعرف بِابْن بيرم، قدم بعض سلفه مَعَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين بل كَانَ بيرم مِمَّن عمل ملك الْأُمَرَاء بالبحيرة وَأما أَبوهُ عبد الله فحفظ الْقُرْآن وشيئا من الْقَدُورِيّ وَلَكِن عمل ابْنه هَذَا حنبليا لجده. ومولده فِي حادي عشر شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر فِيمَا قَالَ وَقَرَأَ فِيهِ على ابْن الرزاز ثمَّ على الْعِزّ الْكِنَانِي وناب عَنهُ، وَكتب الْخط الْحسن وَنسخ بِهِ أَشْيَاء كتفسير ابْن كثير وَسمع الحَدِيث عَليّ وعَلى جمَاعَة بِقِرَاءَتِي، وَصَحب ابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي بل تردد للمتبولي وَغَيره من الصَّالِحين، ولازم الِاجْتِمَاع بِي وَلَا بَأْس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015