مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو عبد الله الْكرْدِي ثمَّ الْمَقْدِسِي نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن الكردية. ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِبِلَاد الأكراد، وَقدم مَعَ أَبَوَيْهِ وَهُوَ ابْن سبع لبيت الْمُقَدّس فَسمع بِهِ الصَّحِيح من أبي الْخَيْر من العلائي وَمن إِبْرَاهِيم بن أبي مَحْمُود وَالشَّمْس بن الديري والزين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد القلقشندي والشهاب بن الهائم وَالشَّمْس الْهَرَوِيّ وَأحمد ويوسف ابْني عَليّ بن مُحَمَّد بن ضوء بن النَّقِيب، وَأقَام بِبَيْت الْمُقَدّس عشْرين سنة وَمَات أَبوهُ هُنَاكَ فَقدم بِأُمِّهِ إِلَى مَكَّة فقطنها وَصَارَ يتَرَدَّد مِنْهَا إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَإِذا جَاءَ مِنْهُ لمَكَّة أحرم من هُنَاكَ بِالْحَجِّ، ثمَّ انْقَطع بِأخرَة بِمَكَّة وَسمع بهَا فِي سنة أَربع عشرَة من الزين المراغي وبدمشق من عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي جُزْء أبي الجهم وَغَيره، وَصَحب التَّاج مُحَمَّد بن يُوسُف العجمي وَأخذ عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه وذيله وَقَالَ إِنَّه كَانَ حِين مجاورته بالحرمين يُؤَدب أَوْلَاد النُّور عَليّ بن عمر الْعَيْنِيّ نزيلهما، وَكَانَ مُبَارَكًا منجمعا عَن النَّاس لَهُ معرفَة بالطب مبالغا فِي حب ابْن عَرَبِيّ بِحَيْثُ اقتنى جملَة من كتبه. مَاتَ فِي ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء عشري شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَصلي عَلَيْهِ بعد الْعَصْر وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله.) ::: مُحَمَّد بن حسن بن إِسْمَاعِيل الْبَدْر بن الْبَدْر البنبي القاهري الشَّافِعِي ابْن أُخْت الْبَدْر والكمال ابْني ابْن الْأَمَانَة. ولدكما ذكر فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل كثيرا، وَأخذ عَن خَاله وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ والبيجوري والونى الْعِرَاقِيّ ولازمه وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ وَأثبت الشَّيْخ اسْمه بِظَاهِر كثير من مجالسه وَكَذَا سمع على الشهَاب الوَاسِطِيّ وَابْن الْجَزرِي والكمال بن خير وَالْقَوِي والمتبولي فِي آخَرين، بل كَانَ يزْعم أَنه سمع على ابْن صديق والطبقة، وَلكنه لَيْسَ بمقبول القَوْل وَلَا مَحْمُود الطَّرِيقَة سِيمَا والتاريخ لَا يُوَافقهُ فِي أَكْثَره، مَعَ فَضِيلَة واستحضار للفقه ومشاركة فِي غَيره وبراعة فِي الشُّرُوط بِحَيْثُ أَنه عمل فِيهَا كَمَا بَلغنِي مصنفا حافلا إِلَى غَيره من التَّعَالِيق، وتنزل فِي صوفية الأشرفية وَغَيرهَا، وَلكنه ضيع نَفسه حَتَّى أَن خَاله الْبَدْر امْتنع من قبُوله بعد ملازمته لَهُ وقتا وجلوسه عِنْده للتكسب بِالشَّهَادَةِ ورافق فِي شَهَادَته عَليّ بن أبي بكر الأبياري الْمَشْهُور وَأدّى ذَلِك إِلَى أَن نجز شَيخنَا مرسوما لشهود المراكز والنواب وَنَحْوهم بِالْمَنْعِ من مرافقته وقبوله إِلَّا ثَالِث ثَلَاثَة لَكِن بِوَاسِطَة انتمائه للكمال بن الْبَارِزِيّ خُصُوصا بعد رُجُوعه من دمشق أول سلطنة الظَّاهِر