صَنِيعَة كَانَ سَببا لتحمله الدُّيُون الجزيلة وانحطاط مرتبته بل كَاد أمره أَن يَتَفَاقَم. وَمَات فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ مستهل شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين بِمَنْزِلَة بِمصْر وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع عَمْرو رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ.

مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الشَّمْس بن الأهناسي الْوَزير وَالِد الْعَلَاء عَليّ والبدر مُحَمَّد. ولد تَقْرِيبًا قبل الْقرن بِيَسِير وَنَشَأ فتنقل حَتَّى عمل الرسيلة فِي الدولة ثمَّ ترقى حَتَّى صَار مقدمها عِنْد كريم الدّين بن كَاتب المناخاة واختص بِهِ بِحَيْثُ كَانَ هُوَ المستبد بغالب الْأُمُور لكفايته ونهضته فِي ذَلِك بل كَانَ هُوَ المستقل بالتكلم حِين أضيف الْوزر للزين عبد الباسط وَأثْنى على همته فِي ذَلِك وَكَذَا بَاشر عِنْد الْأمين بن الهيصم ثمَّ ترك بعد أَن اتّفقت لَهُ كائنه فِي أول ولَايَة الظَّاهِر جقمق وَهِي أَنه ضرب كَاتبا من كتاب الْوزر بِسَبَب مَال صَار فِي جِهَته فَقدر أَنه أصبح بعد الضَّرْب مَيتا فاستغاث أَهله فَأحْضرهُ السُّلْطَان فَضرب بِحَضْرَتِهِ بالمقارع وأشهره ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى الْمَالِكِي فَعَفَا بعض مستحقي الدَّم وَبَقِي حق الْبِنْت فحبس بِسَبَبِهِ ثمَّ أطلق وَلم يُبَاشر بعْدهَا لكنه تمول من هَذِه المباشرات كثيرا وتزايد حِين اسْتَقر ابْنه فِي الاستادارية وَكَذَا الْوزر لكَونه كَانَ الْمُدبر لأَمره فيهمَا غَالِبا إِلَى أَن كَانَ فِي صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ فاختفيا مَعًا إِظْهَارًا للعجز وَاسْتقر فِي الْوزر فَارس الركني فَأَقَامَ يَوْمًا ثمَّ مَنْصُور بن صفى فِيهَا وَعجز كل مِنْهُمَا وَفِي غُضُون ذَلِك ظهر هَذَا فألبس فِي آخر يَوْم من صفر الْمَذْكُور خلعة الرِّضَا وطمن رَجَاء التلطف بولده ليظْهر ويعاد فَلم يُمكنهُ ذَلِك)

مَعَ مُبَاشرَة صَاحب التَّرْجَمَة الشد فِي هَذِه الْأَيَّام بِدُونِ ولَايَة ثمَّ اسْتَقل بالوزر فِي ثامن ربيع الأول فَأَقَامَ أَيَّامًا ثمَّ اختفى فأعيد مَنْصُور. وَلما رجعت الوزارة لوَلَده بَاشر تَدْبيره على عَادَته لَكِن مَعَ تغير خلط كل مِنْهُمَا من الآخر إِلَى أَن كَانَ مااتفق لوَلَده من المصادرة ثمَّ النَّفْي وَمَات بِمَكَّة كَمَا فِي تَرْجَمته وَآل الْأَمر إِلَى اسْتِقْرَار الاشراف قايتباي بِهَذَا بعد تسحب قَاسم شغيتة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَاسْتقر بولده مُحَمَّد نَاظر الدولة عِنْده عوضا عَن عبد الْقَادِر بِحكم الْقَبْض عَلَيْهِ وباشر هَذَا الْوزر أتم مُبَاشرَة ثمَّ إِنَّه فِي ذِي الْحجَّة شكا الخسارة وتبكى فرسم عَلَيْهِ بطبقة الزِّمَام فَأَقَامَ أَيَّامًا وَهُوَ يُبَاشر ويشد ثمَّ أطلق وألبس خلعه الِاسْتِمْرَار وأعيد عبد الْقَادِر لنظر الدولة عوضا عَن وَلَده لتضرره بالخسارة فباشر قَلِيلا وَعَاد إِلَى التشكي فقرر الدولدار الْكَبِير عوضه واحتاط على هَذَا ورسم عَلَيْهِ بطبقة عِنْده أَيَّامًا بل علقه بقنب فِي إبهامه حَتَّى أَخذ مِنْهُ شَيْئا كثيرا سوى مَا تكلفه فِي ولايتيه وَسوى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015