مَفْتُوحَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة مَكْسُورَة ثمَّ مُعْجمَة. ولد قبيل الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالجيزة وَنَشَأ بهَا فتعانى إدارة المعاصر والدواليب والزراعات وَنَحْوهمَا مِمَّا كَانَ أَبوهُ يعانيه فأثرى جدا وَصَارَ لذَلِك يهادن ويهادي ويصادق ويعادي وَهُوَ فِي أَثْنَائِهِ يشْتَغل يَسِيرا عِنْد الشهَاب البني مؤدب الْأَطْفَال بالجيزة بل أَخذ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وحسين اللاري والكمال السُّيُوطِيّ والجلال الْبكْرِيّ وَغَيرهم، وَسمع على شَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باستدعاء ابْن فَهد وَالْتمس مني كِتَابَة كل من فهرست شَيخنَا وَرفع الإصر لَهُ بخطى ثمَّ ألح عَليّ فِي ذيلي على ثَانِيهمَا وَكَذَا فِي تَرْجَمَة النَّوَوِيّ من تصنيفي أَيْضا وَحصل هُوَ من تصانيفي عُمْدَة المحتج وَالْقَوْل البديع والابتهاج وَغير ذَلِك، وَكَانَ مغرما بتحصيل الْكتب بِحَيْثُ اقتنى مِنْهَا نفائس من كل نوع شِرَاء وانتساخا مِمَّا قيل أَنَّهَا تَسَاوِي أَرْبَعَة آلَاف دِينَار، وَكَانَ زَائِد الذكاء تَامّ الْعقل محكما لدنياه حسن الْفَهم كثير الْأَدَب والتودد مُشْتَمِلًا على أفضال وفضائل كتب إِلَى غير مرّة يسْأَل عَن أَشْيَاء مهمة بِعِبَارَة حَسَنَة رشيقة فأحببته عَنْهَا بل سَمِعت أَنه كَانَ ينظم الشّعْر، وَحج مرَارًا مِنْهَا فِي الرجبية وَفِي الآخر سَافر فِي الْبَحْر وَحمل مَعَه جلّ كتبه حَتَّى وصل إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا حَتَّى حج ثمَّ عزم على الاستيطان بهَا من كَثْرَة مَا كَانَ يقاسيه من جمَاعَة من الْأَعْيَان وَصَارَ يحضر دروس قاضيها البرهاني إِلَى أَن ابتدئ بِهِ الضعْف فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ.
عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْحسن الْقرشِي الأندلسي البسطي نِسْبَة لبسطة بِفَتْح الْمُوَحدَة ثمَّ مُهْملَة مَدِينَة من جَزِيرَة الأندلس الْمَالِكِي وَيعرف بالقلصاوي بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون اللَّام ثمَّ مُهْملَة. ولد قبل سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة فِي مَدِينَة بسطة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لورش من قِرَاءَة نَافِع على الْفَقِيه عَزِيز بزايين معجمتين مكبر ثمَّ بحث على مُحَمَّد القسطرلي بِضَم الْقَاف وَإِسْكَان السِّين وَضم الطَّاء وَإِسْكَان الرَّاء المهملات ثمَّ لَام فِي الْحساب وَقَرَأَ على الْفَقِيه جَعْفَر فِيهِ وَفِي الْفَرَائِض وَالْفِقْه أبي بكر البياز بِفَتْح الْمُوَحدَة وَتَشْديد التَّحْتَانِيَّة وَآخره زَاي فِي الْعَرَبيَّة ومنظومة ابْن بري فِي قِرَاءَة نَافِع وعَلى الْأُسْتَاذ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَيَانِي بِفَتْح الْمُوَحدَة وَتَشْديد التَّحْتَانِيَّة وَآخره نون الْفِقْه والنحو وعَلى عَليّ القراباقي بِفَتْح الْقَاف والمهملة ثمَّ مُوَحدَة وقاف فِي النَّحْو وَالْفِقْه وَبحث عَلَيْهِ أدب الْكَاتِب لِابْنِ قُتَيْبَة)
والفصيح لثعلب وَشَرحه للخزرجية فِي الْعرُوض ثمَّ رَحل إِلَى مَدِينَة الْمنْكب بِفَتْح النُّون وَالْكَاف