هُنَاكَ فِي الِاشْتِغَال أَيْضا على مشايخها والقادمين إِلَيْهَا وَمن أمثل من أَخذ عَنهُ من أَهلهَا ملاتكان وَكَانَ غَايَة فِي العقليات مَعَ مُشَاركَة فِي غَيرهَا وَأقَام فِي الرّوم نَحْو سبع سِنِين ثمَّ ارتحل مِنْهَا إِلَى الديار المصرية فَدَخلَهَا وَقد أُشير إِلَيْهِ بالفضيلة فأقرأ الطّلبَة فِي الْفُنُون وانتفع بِهِ الجم الْغَفِير وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ ملا عَليّ شيخ الجانبكية فِي القرافة وَصَحب الدوادار الثَّانِي بردبك الأشرفي أَيْضا وَحضر فِي الْمجَالِس الَّتِي كَانَت تقْرَأ عِنْده وَظَهَرت فضائله وَمَا سلم فِي مَجْلِسه من حَاسِد وَقَررهُ فِي مشيخة جَامعه الَّذِي بناه تجاه درب التوريزي بِالْقربِ من الملكية وَكَذَا اخْتصَّ بالخطيب أبي الْفضل النويري ثمَّ صحب الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي الطاهري وسافر مَعَه إِلَى الصَّعِيد ثمَّ إِلَى الْبِلَاد الشمالية فِي إِحْدَى كوائن سوار وأرسله سفيرا لبَعض مُلُوك الْأَطْرَاف ثمَّ سخط عَلَيْهِ وَكَاد أَن يهلكه ثمَّ رَضِي عَلَيْهِ بعد سِنِين وسافر مَعَه إِلَى الصَّعِيد أَيْضا ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ ابْن القاياتي فقرره عوضه فِي تدريس الْفِقْه بالأشرفية برسباي ثمَّ استرجعه ابْنا الْمَيِّت واستناباه بِنصْف الْمَعْلُوم وامتحن بعد مَوته من الأتابك، وَكَانَ عَلامَة مفتيا حسن التَّقْرِير وَالتَّعْبِير والشكالة بهي المنظر طلق اللِّسَان قوي الْجنان كَرِيمًا كثير التودد وَالْأَدب والتواضع موافيا فِي التعازي والتهاني عالي الهمة مَعَ من يَقْصِدهُ قَلِيل البضاعة من الْفِقْه، حج وزار بَيت الْمُقَدّس. وَمَات فِي آخر يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد بالتربة الدوادرية يشبك الْمشَار إِلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن خَالِد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين المَخْزُومِي البلبيسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف فِي بَلَده بِابْن أبي لاطية لكَون أَبِيه كَانَ مَعَ كَونه قزازا فَقِيرا أحمديا يلبس على طريقتهم لاطية. ولد فِي لَيْلَة سَابِع عشري رَمَضَان سنة سبع عشري رَمَضَان سنة سبع)

عشرَة وَثَمَانمِائَة ببلبيس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْبُرْهَان الفاقوسي وَعمل العرافة عِنْده والتنبيه وَغَيره وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي بَلَده على الشَّمْس البيشي وَقدم على الْقَاهِرَة فاشتغل أَيْضا يَسِيرا وَسمع على شَيخنَا وأدب بني الْبَدْر بن الرُّومِي وجره مَعَه فِي الشَّهَادَات وَنَحْوهَا فتدرب بِهِ مَعَ كَونه كَانَ يكْتب الْخط الْجيد فَلَمَّا اسْتَقر نَقِيبًا للبدر بن التنسي أَخذه موقعا بِبَابِهِ فزادت براعته فِي الصِّنَاعَة وَقصد فِي مُهِمّ الأشغال من الْأَعْيَان كالجمالي نَاظر الْخَاص بانتمائه لنُور الدّين بن البرقي أَيْضا فترقى وناب فِي الْقَضَاء عَن العلمي البُلْقِينِيّ فَمن بعده بل ضم إِلَيْهِ قَضَاء بَلَده وعملها وقتا بعناية قانم التَّاجِر لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ وَكَذَا ولي غَيرهَا من الْأَعْمَال، بل اسْتَقل بِقَضَاء إسكندرية يَسِيرا بعد وَفَاة الْبَدْر بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015