الطِّبّ مَعَ ثروة زَائِدَة فِيمَا قيل ورياسة وحشمة وَحسن شكالة ورونق كَلَام وتواضع وعقل تَامّ وأدب وملاحظة فِي تكمله للقواعد وإنصافه فِي المباحث وَقد تلقى عَن أَبِيه نقابة الْأَشْرَاف بِدِمَشْق وتدريس الريحانية ونظرها وتدريس المقدمية وَغير ذَلِك ثمَّ صرف عَن النقابة بالسيد إِبْرَاهِيم بن)

القبيباتي بل أشيع أَن الْأَشْرَف قايتباي خطبه لقَضَاء الْحَنَفِيَّة بِمصْر بعد شَيْخه ابْن عيد فَأبى وَلكنه لم يفصح لي بذلك حِين اجتماعي بِهِ عقلا خوفًا من أَن يكون ذَلِك باعثا على إِلْزَامه للطمع فِيهِ بل قَالَ لي أَنه كتب شَيْئا فِي أصُول الْفِقْه وحاشية على ألفية النَّحْو، وَبَلغنِي أَنه امتدح الْبُرْهَان بن ظهيرة بقصيدة فائقة، وَقد كثر اجتماعنا بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين سِيمَا حِين أَيَّام الختوم عندنَا وَكَانَ يُبَالغ فِي التحرك لما يسمعهُ فِي تِلْكَ الْمجَالِس تصنيفا وتقريرا يَقُول رُبمَا اسْتشْكل أَو اعْترض بِمَا يكون فِي الْكَلَام أَو التَّقْرِير مَا يَدْفَعهُ وَلَو وفقت وسلكت اللَّائِق لتأنيت أَو نَحْو هَذَا مَعَ إكثاره التأسف على عدم الْمُلَازمَة لاشتغاله بالتوعك فِي مُعظم السّنة وطالع من تصانيفي جملَة كالجواهر والدرر وَشرح الألفية وارتقاء الغرف والذيل على دوَل الْإِسْلَام ومناقب الْعَبَّاس وَمَا لَا ينْحَصر وَكتب لي بِخَطِّهِ من نظمه:

(وَقَالَ النَّاس لما قل علم ... وحفاظ الحَدِيث لنا وراوي)

(أَفِي ذَا الْعَصْر ترتحل المطايا ... فَقلت نعم إِلَى الحبر السخاوي)

وَهُوَ مِمَّن جاور بِمَكَّة سِنِين مُتَوَالِيَة مُتَّصِلَة بِالسنةِ الْمَذْكُورَة ثمَّ رَجَعَ فِي موسمها معرضًا عَن بَلَده لِكَثْرَة مَا يطرقها من وَارِد ويخرقها من اخْتِلَاف الْمَقَاصِد فَتوجه إِلَى الكرك ثمَّ ارتفق إِلَى بلد الْخَلِيل فَلم ير رَاحَة فيهمَا لمزيد تخيله وَقبض يَده فتحول إِلَى الْقُدس فدام بِهِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض وَأَظنهُ يتعانى التِّجَارَة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف نور الدّين بن الْعَلامَة النَّجْم الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الشهير بالمرجاني. سمع على ابْن صديق الصَّحِيح فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة ثمَّ على أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الخليلي فِي سنة أَربع جُزْء البطاقة وَكَذَا سمع على الشهَاب بن مُثبت جُزْء البطاقة ومجالس الْخلال الْعشْرَة وَفِي سنة ثَمَان وَعشْرين على الْجَزرِي بعض أبي دَاوُد وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَانمِائَة الخزرجي مؤرخ الْيمن ثمَّ بعْدهَا خلق وَتزَوج وَولد لَهُ وسافر إِلَى الْيمن وَعَاد مِنْهَا فِي الْبَحْر فَمَاتَ بِهِ غريقا فِي.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن نَاصِر نور الدّين البدري الشيبي الحَجبي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. ولد فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشر ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من الجمالين ابْن عبد الْمُعْطِي والأميوطي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015