وَتِسْعين وَسَبْعمائة من أنباء شَيخنَا وَغَيره نَشأ فِي حجر أَبِيه الْآتِي وتدرب بِهِ وَبِغَيْرِهِ فِي الْمُبَاشرَة فبرع فِيهَا وَقَرَأَ من الْقُرْآن جملَة وَكَانَ يتشفع وانتفع بِخِدْمَة ابْن الْهمام لكَونه كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ مَعَ إِبْرَاهِيم الطنساوي وناب عَن أَبِيه فِي اسْتِيفَاء الدولة أَيَّام كريم الدّين بن كَاتب المناخات وَكَانَ الزين الاستادار متزوجا بعمته وَتزَوج هُوَ بابنتها مِنْهُ ولازم خدمته بِالْكِتَابَةِ فِي ديوانه وَغَيرهَا ورقاه الاستادارية الناصري مُحَمَّد بن الظَّاهِر ثمَّ صَار أحد كتاب المماليك عوضا عَن أبي الْحسن بن تَاج الدّين الخطير ثمَّ اسْتَقل بالوظيفة بعد سعد الدّين مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر كَاتب العليق وَولى نظر الدولة فِي أَيَّام الْأَشْرَف إينال وانفصل عَنْهَا وَكَذَا انْفَصل عَن الأولى بِأبي الْفضل بن جُلُود وَاسْتقر فِي نظر الْجَيْش عوضا عَن الزين بن مزهر ثمَّ فِي نظر الْخَاص عوضا عَن الْعَلَاء بن الأهناسي وباشرهما مَعًا إِلَى أَن انْفَصل عَن الْجَيْش بالكمال بن الْجمال بن كَاتب جكم ثمَّ عَن بالزين ابْن الكويز ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا بعد إِلَى أَن غضب عَلَيْهِ الْأَشْرَف فايتباي وأهانه بِالضَّرْبِ بالمقارع لتكرر شكوى بعض أهل البرلس مِنْهُ وَاسْتقر عوضه بالبدر بن مزهر على كره من وَالِده ثمَّ اسْتَقر فِي الاستادارية بعد أَعْرَاض الدوادار الْكَبِير وتكررت إهانة الْأَشْرَف لَهُ بالسجن والترسيم والمصادرة إِلَى أَن تصفى وَالسُّلْطَان يتهمه مَعَ ذَلِك بالادخار لما حصله بل وَلما خلف عَن صهره فَهُوَ لذَلِك لَا يرحمه وَلَا يغيث شكواه ورثى لَهُ الْقَرِيب والبعيد خُصُوصا حِين الْأَمر بشنقه وَتوجه بِهِ الْوَالِي لذَلِك وَمَا بَقِي إِلَّا إِتْلَافه لَكِن حصلت الشَّفَاعَة فِيهِ وتسلمه الْوَالِي على مبلغ معِين فَمَا نَهَضَ للْقِيَام بِهِ وحول إِلَى سجن القلعة فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم السبت سَابِع جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ أَمر بشنقه على حِين غَفلَة إِن لم يُعْط المَال فشنق وَهُوَ صَائِم لتصريحه بِالْعَجزِ عَن المَال ثمَّ حمل إِلَى أَهله فَغسل وكفن وَصلى عَلَيْهِ وَدفن بتربة الْمُجَاورَة لتربة الزين عبد الباسط وتأسف على فَقده سِيمَا على هَذِه الْكَيْفِيَّة كل وَاحِد وَأَرْجُو لَهُ الْخَيْر بذلك والتكفير عَنهُ خُصُوصا وَقد بَلغنِي أَنه كَانَ مُدَّة الترسيم عَلَيْهِ صَائِما مديم التِّلَاوَة وَقد زَاد على الْخمسين.
وَمَاتَتْ أمه قبله بِقَلِيل وَكَانَت من الصَّالِحَات القانتات كأبيها. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَت فِيهِ حشمة ورياسة وتواضع وتودد وَلكنه فِيهِ بالْكلَام والملق أَكثر مَعَ ذوق وَفهم للنكتة واستحضار لكثير من)
محَاسِن الشّعْر وَغَيره ولطف عشرَة وَنظر فِي كتب الْأَدَب والتواريخ واقتناء لجملة من ذَلِك وميل لحسان الْوُجُوه ومصاحبة لِذَوي