عشرته حَتَّى أَنه يصحب المتباعدين وَيَرَاهُ كل مِنْهُمَا صديقا وَمَعَ ذَلِك لما حصل التنافر بَين الْأَخَوَيْنِ بَرَكَات وَإِبْرَاهِيم ابْني مخدومه ظهر مِنْهُ ميل لثانيهما حَتَّى كَانَ ذَلِك سَببا لقتل جمَاعَة الآخر لَهُ فِي لَيْلَة عَاشر رَجَب سنة سِتّ وَعشْرين فِي حوش صَاحب مَكَّة بالمسعى وَدفن من الْغَد بالمعلاة وتأسف النَّاس عَلَيْهِ كثيرا وسنه أَرْبَعُونَ أَو نَحْوهَا وَكَانَ وجيها صَاحب عقار وَدُنْيا سامحه الله وإيانا.
عبد الله بن عَليّ بن يحيى بن فضل الله بن مجلي بن دعجان بن خلف بن أبي الْفضل نصر بن مَنْصُور بن عبيد الله بن عدي جمال الدّين بن الْعَلَاء الْقرشِي الْعمريّ الْعَدوي وَيعرف بِابْن فضل الله. ولد سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة وأحضر فِي الرَّابِعَة على العرضي جُزْء الْأنْصَارِيّ والغطريف وثلاثيات الْمسند ورباعيات التِّرْمِذِيّ وَغير ذَلِك وأسمع عَليّ الْبَيَانِي وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ الْأَذْرَعِيّ والأسنوي وَأَبُو البقا السُّبْكِيّ وَآخَرُونَ. وَكَانَ يتزيا بزِي الْجند وَله أقطاع ملازما للخلاعة من حِين مَاتَ أَبوهُ وَإِلَى أَن مَاتَ لكنه كَانَ مَسْتُورا ثمَّ فسد حَاله حَتَّى عمل نَقِيبًا فِي بيُوت الْحجاب واشتدت فاقته وخمل وَمَعَ ذَلِك فقد سمع عَلَيْهِ الكلوتاتي والزين)
رضوَان وَغَيرهمَا من القدماء والمحلي والمناوي والعز الْكِنَانِي والقرافي وَغَيرهم من الْأَئِمَّة وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وَهُوَ آخر إخْوَته موتا عَفا الله عَنهُ.
عبد الله بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْبَدْر بن عَليّ بن عُثْمَان الْجمال بن الإِمَام الرباني الْمجمع على ولَايَته النُّور أبي الْحسن الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي القادري الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أَيُّوب وَهُوَ لقب لجده لِكَثْرَة بلاياه وَرُبمَا ينْسب لَهُ فَيُقَال عبد الله بن عَليّ بن أَيُّوب. ولد بعد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل وبرع وَقدم الْقَاهِرَة فاستوطنها وخالط الزين عبد الباسط وَغَيره من الرؤساء وَاسْتقر فِي خدمَة سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ إنْسَانا حسنا فَاضلا ثِقَة رَئِيسا متواضعا كَرِيمًا بارا بِأَصْحَابِهِ عفيفا قانعا متجملا فِي ملبسه بهيا وقورا نير الشيبة طلقا بليغا فِي عِبَارَته مقتدرا على إبراز الحكم فِي الْكَلَام البديع العجيب دَقِيق الْإِشَارَة فكه المحاضرة مليح النادرة ظريفا حسن الْعشْرَة مشاركا فِي الْفَضَائِل تَارِكًا الْخَوْض فِيمَا لَا يعنيه شَدِيد التخيل والانجماع رَاغِبًا فِي لِقَاء الله منشرح الصَّدْر للْمَوْت كثير التَّقْرِير لذَلِك وَالنَّاس فِي رَاحَة مِنْهُ يدا وَلِسَانًا قل أَن ترى الْأَعْين فِي مَجْمُوعه مثله، وَقد كتب على خطْبَة الْحَاوِي كِتَابَة حَسَنَة وَلَكِن بَلغنِي أَنه أوقف الْعَلَاء البُخَارِيّ بِدِمَشْق عَلَيْهَا واستأذنه أيكمل