مَعَ صغر سنه فِي مجَالِس التحديث وَفِيه حِدة مفرطة وَقدر واطأ اسْمه اسْم الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بن سعيد الْمصْرِيّ. وَصفته صفته وَكَذَا عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي قَالَ وَأَظنهُ اختصر كتاب ابْن نقطة وَقل إِنَّه انْتفع بالتقي الفاسي ثمَّ جحد تَعْلِيمه لَهُ وَحصل بَينهمَا ضغائن بِسَبَب قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة فَإِن ابْن عمته يَعْنِي الْكَمَال بن الزين سعى على التقي وَاسْتقر فِيهِ عوض وَأنْشد:
(وَلم تزل قلَّة الانصاف قَاطِعَة ... بَين الرِّجَال وَلَو كَانُوا ذَوي رحم)
انْتهى. وَكَذَا كَانَ التقي بن فَهد يعرف جَحده وَعدم اعترافه فِيمَا يستفيده وَرُبمَا لقبه وَلَده بالعفيف، وَقد دخل الْقَاهِرَة غير الْمرة الَّتِي توفّي فِيهَا وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَالثَّانيَِة بعْدهَا بِسنتَيْنِ، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ ذَا حفظ وافر وحذق زَائِد وذكاء مفرط مَعَ طلاقة اللِّسَان وَجرى الْجنان وعظمت فجيعة أهل هَذَا الْفَنّ بِهِ وَحصل التضعضع فِي أَرْكَانه بِسَبَبِهِ رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.
655 - عبد الْغَنِيّ بن عَليّ بن حسن النبراوي ثمَّ القاهري الصحراوي / امام تربة الْأَشْرَف برسباي وَأحد أَصْحَاب نَاصِر الدّين الطبناوي. سمع على شَيخنَا البُخَارِيّ إِلَّا الْيَسِير بِقِرَاءَة نور الدّين الطبناوي وَكتبه بِخَطِّهِ واشتغل عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ، وعزم على الْحَج فوصل إِلَى الطّور ثمَّ رَجَعَ وَمَا تيَسّر لَهُ وقصدني مرّة للسؤال عَن شَيْء فتآنست بِهِ، وَكَانَ خيرا نيرا تاليا لِلْقُرْآنِ مُحْتملا حَرِيصًا على مُبَاشرَة إِمَامَته كثير الْميل للْفُقَرَاء ذَاكِرًا لكثير من كراماتهم سِيمَا الطبناوي بل كَانَ لَهُ مزِيد اخْتِصَاص بِمُحَمد الكويس. مَاتَ وَقد بلغ الثَّمَانِينَ بعد الثَّمَانِينَ وَاسْتقر ابْنه يحيى بعده فِي الامامة رَحمَه الله وإيانا.
656 - عبد الْغَنِيّ بن عَليّ بن عبد الحميد بن عُثْمَان بن عبد الْقَادِر بن ظهيرة بِالْمُعْجَمَةِ وَالتَّكْبِير التقي أَبُو مُحَمَّد المغربي الأَصْل المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيُقَال لَهُ البهائي لسكناه حارة بهاء الدّين /. ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين أَو بعْدهَا بِقَلِيل بمنوف وَحفظ بهَا الْقُرْآن والتنبيه ثمَّ تحول مَعَ أمه إِلَى الْقَاهِرَة للاشتغال بِالْعلمِ فحفظ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وألفية الحَدِيث والنحو والعمدة وَعرض على شُيُوخ الْعَصْر وَأخذ الْفِقْه عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والابناسي وَكَانَ جلّ انتفاعه بِهِ بِحَيْثُ أذن لَهُ فِي التدريس والاصول عَن نور الدّين بن قَبيلَة الْبكْرِيّ وَالشَّمْس القيلوبي الْبكْرِيّ وَالشَّمْس القيلوبي والنحو عَن الْبُرْهَان الدجوي والمحب بن هِشَام وَغَيرهمَا ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي العقليات وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ فِيهَا عَن قنبر بل أَخذ عَن شَيخنَا الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ