الدِّمَاء جيد التَّدْبِير كثير الدهاء من بَيت كِتَابَة وَهُوَ أحد أَسبَاب تلف دولة بني مرين بفاس طول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته وَأنْشد لَهُ حِين قدم للْقَتْل:
(خَان الْقَرِيب فَكيف من هُوَ نائي ... لم يبْق إِلَّا فِي الآله رجائي)
(وَإِذا تعلّقت النُّفُوس بربها ... بلغت مقاصدها بِغَيْر عناء)
605 - عبد الْعَزِيز بن الْبَدْر مَحْمُود بن أَحْمد الْعَيْنِيّ / مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان عشرَة أرخه أَبوهُ.
606 - عبد الْعَزِيز بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن فَخر الدّين الطوسي ثمَّ الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / ولد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بطوس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد صالحها عبد الله بن مُحَمَّد ثمَّ تحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه لهراة وَأخذ عَنهُ مختصرات الْعُلُوم على التَّرْتِيب المرعى بَينهم ولازم القطب أَحْمد بن مُحَمَّد الامامي أقضى الْقُضَاة بهَا وَهُوَ حَنَفِيّ يَسْتَنِيب الشَّافِعِي فِي الْكَشَّاف مَعَ حَاشِيَة التَّفْتَازَانِيّ وَحضر دروسه فِي الْهِدَايَة فقه الْحَنَفِيَّة ومولانا زَاده مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن سيف الدّين الْأَبْهَرِيّ الأَصْل الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي المتوجه لاقراء مذْهبه والحنفي فِي شرح الْحَاوِي للقونوي وَالْهِدَايَة بل أَخذ عَنهُ المصابيح وَأفَاد أَنه مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا حِين قدومه عَليّ الظَّاهِر جقمق مَعَ قُضَاة شاه رخ ومولانا مُحَمَّد بن أَحْمد الجاجرمي الشَّافِعِي نزيل هراة وَأحد المعمرين حَتَّى أَخذ عَنهُ التَّلْوِيح فِي أصُول الْحَنَفِيَّة مَعَ التَّوْضِيح ومولانا عَليّ بن مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ نزيلها أَيْضا وَأحد تلامذة السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ المستوفين عَلَيْهِ جلّ تصانيفه فِي شرح الْمِفْتَاح وحاشية شرح الْمطَالع كِلَاهُمَا لشيخه السَّيِّد وَكَذَا الْمشكاة وَالسَّيِّد أصيل الدّين بن جلال الدّين الشِّيرَازِيّ ثمَّ الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي مُحدث تِلْكَ النواحي مِمَّن صنف وَوعظ فِي البُخَارِيّ وَجَمِيع المصابيح وَالشَّمَائِل والشهاب البرجندي بَلْدَة من خُرَاسَان الْحَنَفِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ من سُورَة هود من الْبَيْضَاوِيّ إِلَى آخرهَا بعد قِرَاءَته لما لم يقرأه على غَيره ومولانا مُحَمَّد بن)
سياوش الطوسي ثمَّ الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي فِي المطول والتلويح وحاشية الْمطَالع وَغَيرهَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُحَرر فِي الْفِقْه إِلَى غَيرهم، وتميز وَقدم مَكَّة فِي سنة سبع وَسبعين فقطنها على طَريقَة حَسَنَة من اقراء الطّلبَة لفنون والسكون وسافر مِنْهَا إِلَى مصر وَالشَّام وحلب وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل بل وطيبه وَكَذَا دخل الْهِنْد واختص بصهر قاوان وأقرأه حَتَّى فِي الْمُحَرر وَقصر نَفسه عَلَيْهِ وَبِيَدِهِ دنيا مَعَ كَونه أعزب، وَلم يذكر عَنهُ الا الْخَيْر ولحيته بَيْضَاء نقية وَقد تكَرر اجتماعه بِي ثمَّ سمع مني المسلسل ورام الْقِرَاءَة فَمَا تيَسّر.