وراج أمره فِيهِ لتيقظه لَهُ سِيمَا عِنْد تقلقل أَهله وَاحِدًا وَاحِدًا بِحَيْثُ انْفَرد بِشَأْنِهِ وترقى وَتوسع فِي معيشته مَعَ مزِيد التنعم والتظاهر بالاحتشام والانعام، وَلما اسْتَقر يشبك الْفَقِيه فِي الدوادارية ناكده وَلَده يحيى ثمَّ وثب عَلَيْهِ الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي بعد أَن تنَازع مَعَ الْجَوْجَرِيّ وعزر بِسَبَبِهِ وَزيد فِي إهانته وَنقص وجاهته وَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ من الْجِهَتَيْنِ سِيمَا بعد الْعشْرَة والصحبة، وَمن جملَة مَا انتقده عَلَيْهِ أَنه اشْترى بَيْتا بجوار جَامع الصَّالح ورام الِاخْتِصَاص بعلو مَسْجِد وَأدّى النزاع لحقن دَمه وَمَشى أبي الطّيب السُّيُوطِيّ فِي ذَلِك مَعَ مزِيد اخْتِصَاصه بالجوجري وَمَعَ ذَلِك فَخرج بعد على أبي الطّيب وَاسْتمرّ فِي نقص وخمول مَعَ كَونه المستبد بالديوان وَلَيْسَ للنَّاظِر الْمُنعم مَعَه كلمة بل هُوَ كالتبع لَهُ ينعم عَلَيْهِ بِمَا يَشَاء حَتَّى السراج الْعَبَّادِيّ والفقراء فِي كرب من جِهَته لَا يرحمهم وَلَا يقبل تكلفهم وَرُبمَا تعدد أَخذه من جمَاعَة فِي جِهَة وَاحِدَة مَعَ تصنع وتمنع وإيهام وإبهام، وَقد حج وَآل أمره إِلَى أَن تعطل بالفالج وَصَارَ عطلا وَابْنه الْقَائِم بالديوان إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ وإيانا.
598 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو الْفضل وَأَبُو الْفَوَائِد القاهري الشَّافِعِي الوفائي الميقاتي نزيل المؤيدية وَيعرف قَدِيما بِابْن الاقباعي. / ولد فِي ثَانِي صفر سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وَعرض على البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والزين القمني وَالْجمال يُوسُف الْبِسَاطِيّ شَارِح الْبردَة وَبَانَتْ سعاد وَآخَرين مِمَّن أجَاز لَهُ وَأخذ فنون الْمِيقَات عَن ابْن المجدي وَنور الدّين النقاش وَبِه تدرب وبرع فِيهِ وتصدى لافادته فَأخذ عَنهُ الجم الْغَفِير وَعمل رسائل فِي المقنطرات مِنْهَا قطف الزهرات فِي الْعَمَل بِربع المقنطرات وَكَذَا فِي الجيب وَجل الْكَوَاكِب وَغَيرهَا وَله مبتكرات فِي الوضعيات لكنه كَانَ ضنينا بِكَثِير من فَوَائده وباشر الرياسة بِجَامِع المارداني والمؤيدية والأزهر وَغَيرهَا وَكَانَ دينا سَاكِنا كثير التخيل لَهُ إِلْمَام بِالْعَرَبِيَّةِ رَأَيْته مرَارًا وَسمعت من فَوَائده. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
599 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجَوْجَرِيّ الشَّافِعِي. / مِمَّن عرض عَلَيْهِ خير الدّين ابْن القصبي بعد الْخمسين وَثَمَانمِائَة.
600 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مظفر بن نصير بن صَالح الْعِزّ البُلْقِينِيّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَهَاء مُحَمَّد أبي الْعِزّ عبد الْعَزِيز وَابْن حفيد السراج عمر بن رسْلَان ابْن نصير / الْمَذْكُورين فِي محالهم وسها شَيخنَا فِي إِيرَاد نسبه فِي الأنباء حَيْثُ قَالَ: