آخَرين، وَحدث أَخذ عَنهُ ابْن أبي عذيبة وَقَالَ أَنه مَاتَ فَجْأَة فِي مستهل الْمحرم سنة خمسين بِبَيْت الْمُقَدّس رَحمَه الله.
543 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عَليّ بن يحيى بن أبي بكر بن أبي السعادات ابْن زَكَرِيَّا بن يحيى بن أَحْمد الربيعي نِسْبَة لِرَبِيعَة الْفرس بِالْفَاءِ وَالرَّاء الفارقي الأَصْل نِسْبَة لميافارقين بديار بكر الْمصْرِيّ /. ولد بعد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وسافر بِهِ أَبوهُ وَله نَحْو عشر سِنِين إِلَى الْيمن فاستوطنها إِلَى سنة ثَلَاث وَعشْرين غير أَنه قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة لبَعض الأشغال وحظى فِي الْيمن عِنْد الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْأَفْضَل الْعَبَّاس بِحَيْثُ كَانَ ينْتَقل مَعَه حَيْثُ مَا سكن لتعز وَغَيرهَا وَكَذَا كَانَ أَبوهُ فِي خدمته بل كَانَ عَمه وزيره وَلما قدم الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين كَانَت إِقَامَته إِمَّا بهَا أَو باسكندرية أَو بِغَيْرِهِمَا من نَوَاحِيهَا حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ، وَذكر البقاعي أَنه لقِيه بِالْقَاهِرَةِ وَحكى لَهُ أَن عَادَة أهل عدن أَن من كَانَ حمله من التُّجَّار أَكثر بدىء بوزنه فاتفق اجْتِمَاع جمَاعَة وَفِيهِمْ خصى يُقَال لَهُ يمن عَتيق الشجاعي وَكَانَ حمله أَكثر وَنور الدّين الفوي أحد التُّجَّار المقيمين بعدن مِمَّن لَهُ وجاهة عِنْدهم وَتقدم فِي السن فأرادوا تقدميه فَلم يُمكنهُم الخصى من ذَلِك وسألهم الجري على الْعَادة أَو يُكَاتب السُّلْطَان ويمتثل مَا يرسم بِهِ فكاتبوه)
فَكتب إِلَيْهِم:
(يمن يمن بِمن ... يمن يمن يمن يمن)
وَلم ينقط حرفا مِنْهَا فَلم يفهم أحد من المباشرين مُرَاده وفهمه الخصى فَكتب إِلَى السُّلْطَان كتابا وضع فِيهِ هَذِه الْكَلِمَات بِعَينهَا وَلم ينقط أَيْضا شَيْئا ففهم السُّلْطَان أَن مُرَاده
(يمن يمن بِمن ... تمن يمن ثمن ثمن)
فَأرْسل إِلَيْهِم أَن قدموه وَأَرَادَ شِرَاءَهُ فَوَجَدَهُ عتيقا، وَكَذَا كتب عَنهُ البقاعي مَا أنْشدهُ إِيَّاه من نظم الْأَشْرَف.
544 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعيد بن عَامر بن جَابر الْعِزّ بن الشهَاب بن الْعِمَاد الْمذْحِجِي القصوري بِضَم الْقَاف والمهملة نِسْبَة لبلدة بِالْيمن ثمَّ الطَّائِفِي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَأبي الْحسن وَالْخَيْر / الْآتِي ذكرهم وَيعرف كسلفه بِابْن مكينة بِفَتْح أَوله.
ولد بعد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا فِي قَرْيَة المليسا بلام مُشَدّدَة ومهملة مُصَغرًا ممدودا من وَادي الطَّائِف وَحفظ بهَا الْقُرْآن وتلا بِهِ لنافع على أَبِيه والعمدة والمنهاج الفرعي، وَأَجَازَ لَهُ من سَيذكرُ فِي اخوته وَأم بعد أَبِيه بِجَامِع المليسا، وداوم الْحَج وَتردد إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة