(أَقُول لمن وافى إِلَى الْقُدس زَائِرًا ... وصلت إِلَى الْأَقْصَى من الْفضل وَالْخَيْر)
(تقرب إِلَى مَوْلَاك فِيهِ عبَادَة ... وبع بيع الرهاين وابعد عَن الديرى)
عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح /. فِي ابْن ذِي النُّون.
354 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله أَبُو الْفرج النَّاشِرِيّ أَخُو الطّيب / الْمَاضِي. ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه وأخيه القَاضِي عبد الله وَغَيرهمَا وَعَكَفَ بِأخرَة على جَامع المختصرات للنسائي بِحَيْثُ انْفَرد فِي الْيمن بمعرفته ونكت عَلَيْهِ وعَلى شَرحه لمؤلفه بتعقبات جَيِّدَة من الرَّوْضَة وَأَصلهَا إِلْحَاق مَا تَركه من قيد أَو شَرط مَعَ اعترافه بِأَنَّهُ لم يؤلف فِي الْمَذْهَب مثله وَاسْتمرّ إِلَى أَن انْتهى للأيمان فَأَدْرَكته الْمنية ولخص كتاب الْبركَة وَحج فِي سنة ثَمَانمِائَة ثمَّ عَاد وَأخذ عَنهُ الْعلم جمَاعَة، وَولي خطابة جَامع الكدراء وناب فِي الْأَحْكَام بهَا عَن أَخِيه ثمَّ نقل لقَضَاء القمحة ودام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين وَدفن عِنْد جده وَكَانَ ذَا فهم ثاقب وذكاء فائق متضلعا من الْفِقْه والْحَدِيث والحساب وَالتَّفْسِير والفرائض والنحو واللغة وَالْعرُوض، وَله شعر جيد فَمِنْهُ فِي معرفَة الْبَرِيد والفرسخ والميل قَوْله:
(ربع الْبَرِيد الفرسخ الْميل ثَلَاثَة ... وَأَلْفَانِ خطوا ثمَّ أَلفَانِ ميلنا)
وَله أَوْلَاد ذكر من شَاءَ الله مِنْهُم فِي محالهم.
355 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هادي بن مُحَمَّد السَّيِّد صفي الدّين أَبُو الْفضل بن النُّور الْحُسَيْنِي الايجي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو الْعَفِيف مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بايج من بِلَاد الْعَجم وَأمه ابْنة الشَّيْخ الصَّالح المقتفي لآثار السّلف الشّرف مَحْمُود بن أبي بكر بن كَمَال الدراكاني القري الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي ابْن)
أُخْت نَاصِر الدّين أنس الَّذِي أَخذ عَنهُ السَّيِّد الْعَلَاء بن الْعَفِيف أخي صَاحب التَّرْجَمَة وَنَشَأ الصفي بايج وَسمع الحَدِيث من وَالِده وَعنهُ فِيمَا قيل أَخذ الْعُلُوم وَكَذَا أَخذ يَسِيرا عَن التَّاج الفاروثي والعماد الفالي وبخراسان عَن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَفِيه نظر والزين الْحَاتِمِي وجلال الدّين يُوسُف الحلاج وَمن شُيُوخه فِي التصوف وَالِده والزين الخوافي وَبِه تخرج ولامه كثيرا واسترشد مِنْهُ والركن الخوافي أحد الجامعين بَين علمي الظَّاهِرِيّ وَالْبَاطِن وَالسَّيِّد سعد الدّين أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب القوصي وَغَيرهم وروى حِكَايَة المختطف عَن أبي بكر ابْن أَيُّوب وَاجْتمعَ فِي هرموز بالفخر أَحْمد السجسْتانِي وَكَانَ حجَّة الصُّوفِيَّة فِي زَمَانه بِحَيْثُ وَصفه الخوافي بنقاد المتصوفة وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء مؤرخ سنة ثَلَاث