والمكنى لَهُ بِأبي الْفضل لنكتة غَرِيبَة فَإِنَّهُ لما عرض عَلَيْهِ سَأَلَهُ عَن اسْمه فخفض رَأسه وَقبل يَده ففهم من هَذَا مُوَافَقَته لَهُ فِي الِاسْم وَقَالَ حِينَئِذٍ لَوْلَا محبَّة والدك فِينَا مَا سماك باسمنا فَنحْن لذَلِك نلقبك ونكنيك كلقبنا وكنيتنا، وَطَائِفَة وَأخذ فِي النَّحْو عَن الحناوي والميقات عَن بَعضهم وَسمع على شَيخنَا وَغَيره جملَة بل سمع بعض مُسلم على ابْن الكويك وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة سَمعه أَو بعضه عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَخلق من أَمَاكِن شَتَّى، وَكتب على الزين بن الصَّائِغ وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَفِي غَيرهَا من الْجِهَات وتكسب كوالده بعد مُدَّة فِي سوق الْغَزل على طَريقَة مرضية، وَحج غير مرّة وجاور معي قبيل موت بِيَسِير واجتهد فِي الطّواف والتلاوة وَالْعِبَادَة مَعَ ضعفه وَكَانَ فَاضلا حسن الْفَهم خيرا دينا صَادِق اللهجة وافيا للْعهد مُؤديا للأمانة متحريا فِي الزَّكَاة نصُوحًا متواضعا وصُولا لرحمه وَذَوي قرَابَته وقورا سَاكِنا محبا فِي الْمَعْرُوف عديم الشَّرّ مديما للجماعات سِيمَا الصُّبْح وَالْعشَاء كثير التِّلَاوَة معترفا بالتقصير رَقِيق الْقلب سريع الدمعة لونا وَاحِدًا مَا لقِيت أحدا من قدماء أَصْحَابه كالزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَالسَّيِّد الجرواني النَّقِيب وَابْن المرخم إِلَّا وَيذكر عَنهُ كل جميل وَإنَّهُ لم يكن يتَوَقَّف فِي اقراضهم لما يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي نَفَقَتهم وَرُبمَا لَا يسترجع ذَلِك وَكَانَ السَّيِّد يكثر فِي غيبتي وحضوري من قَوْله الْأُصُول طيبَة وَالْفُرُوع طيبَة، وَنَحْوه قَول شَيخنَا العلمي البُلْقِينِيّ وَأما الْجلَال أَخُوهُ فَإِنَّهُ لما قدم حجَّة الاسلام قَامَ إِلَيْهِ واعتنقه وَقَالَ وَكَانَ أَبوهُمَا صَالحا. مَاتَ فِي الثُّلُث الْأَخير لَيْلَة تَاسِع رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين بعد توعكه مُدَّة لم يَنْقَطِع فِيهَا عَن الْمَسْجِد إِلَّا نَحْو أُسْبُوع لِحِرْصِهِ على ذَلِك وعلو همته فِيهِ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد لم أر بعد مشْهد شَيخنَا مثله فِي الْكَثْرَة والسكون والخفر ثمَّ دفن بحوش الصُّوفِيَّة البيبرسية عِنْد أَبِيه وأخيه الْآتِي ذكرهمَا وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وحاولني الزين قَاسم الْحَنَفِيّ الَّذِي كَانَ يصفه بقوله إِنَّه سكردان فِيهِ كل مَا تشْتَهي أَن يقف على غسله فَاسْتَحْيَيْت وَقلت لَهُ إِنَّك كنت عِنْده بمَكَان فَهُوَ لَا يسمح بِهَذَا، ورؤيت لَهُ بعض الْمرَائِي الْحَسَنَة رَحمَه الله وإيانا وجزاه عَنَّا أوفر الْجَزَاء وترجمته مبسوطة فِي المعجم.

333 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مَسْعُود بن رضوَان الْجلَال أَبُو هُرَيْرَة بن نَاصِر الدّين المري بِالْمُهْمَلَةِ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وَيعرف كهما بِابْن أبي شرِيف، / ولد فِي لَيْلَة عَاشر الْمحرم تَحْقِيقا سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَأمه تركية لِأَبِيهِ وَقدم مَعَ أَخَوَيْهِ الْقَاهِرَة وَحفظ فِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015