من أَعمال الجيدور على مرحلة من دمشق بنواحي حوران ثمَّ الدِّمَشْقِي الضَّرِير الْمُقْرِئ. ولد فِي سنة سِتِّينَ أَو قبلهَا، وَقَالَ شَيخنَا فِي الانباء سنة بضع وَخمسين. وَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بِالْعلمِ وعنى بالقراءات فَقَرَأَ الشاطبية على الْعَسْقَلَانِي امام جَامع ابْن طولون والتيسير عَليّ أبي الْحسن الغافقي وَأخذ الْقرَاءَات أَيْضا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن اللبان واهتم بالفن حَتَّى انْتَهَت إِلَيْهِ هُوَ وَابْن شَيْخه الْمَذْكُور الزين عمر مشيخة الاقراء بِدِمَشْق واعترف لَهُ فِيهِ الْمُخَالف والموافق بِقُوَّة الاستحضار وَكَثْرَة الِاطِّلَاع وأقرأ الْقرَاءَات بالجامع الْأمَوِي وأدب خلقا من الاطفال وَغَيرهم بل انْتفع بِهِ خلائق بِدِمَشْق، وَتخرج بِهِ أَكثر مشايخها، وَمِمَّنْ جود عَلَيْهِ جلّ الْقُرْآن البقاعي مَعَ)
سَمَاعه للتيسير عَلَيْهِ وَقَالَ انه عَنى بِهَذَا الْفَنّ جدا وأملى فِيهِ على الشاطبية وَغَيرهَا المصنفات الفائقة وَمن أحْسنهَا كِتَابَة التَّتِمَّة فِي قراءات الثَّلَاثَة الْأَئِمَّة وَهُوَ كتاب حافل استوعب فِيهِ مَا نقل عَن أبي جَعْفَر وَيَعْقُوب وَخلف من الْقرَاءَات مَعَ بَيَان الشاذ مِنْهَا، وَكَذَا أَخذ عَنهُ الشَّمْس الحوراني. مَاتَ وَقد ظهر عَلَيْهِ الْهَرم فِي لَيْلَة السبت عَاشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وَقَالَ بَعضهم فِي ربيع الآخر وَقد جَازَ السّبْعين بِخَط مَسْجِد الْقصب من دمشق وَدفن من يَوْمه بِبَاب الصَّغِير رَحمَه الله وايانا.
1214 - صَدَقَة بن عبد الله بن عَليّ بن المغربي ويدعى مُحَمَّدًا / أَيْضا. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لي وَمن مروياته من قَوْله فِي فضل رَمَضَان لِأَبْنِ شاهين مَا ذكر فِي فضل من صَامَ رَمَضَان إِلَى آخر الْجُزْء سَمعه عَليّ مُحَمَّد بن ابراهيم بن المظفر البعلي أَنا أَبُو الْفرج بن أبي عمر، وَمَات كَمَا أرخه فِي الانباء بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِدُونِ تَرْجَمَة.
1215 - صَدَقَة بن عَليّ بن مُحَمَّد فتح الدّين بن النُّور أبي الْحسن بن الشَّمْس الشارمساحي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن نور الدّين. / حفظ الْقُرْآن، وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بزاوية الْبُرْهَان الابناسي حَتَّى حفظ التَّنْبِيه وَعرضه فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين على الْبُرْهَان صَاحبهَا وَبدر القويسني والبرشنسي والعراقي وَابْن الملقن وأجازوا لَهُ وَمِمَّا كتب لَهُ الْمجد الْبرمَاوِيّ: سَار فِي اسماعه سير الْبَرْق أَو أسْرع وأفصح بهَا أفْصح من أفْصح فصيح مصقع مطرقا حَيَاء لَا رهبا لم يكب فيا عجبا كَاد أَن يُنَاسب لقبه مُسَمَّاهُ ويكشف مَعْنَاهُ أسماه وأسماه، بل سمع عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم بقرَاءَته لَهُ فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة على الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد المطري بِسَنَدِهِ وَقبل ذَلِك بِيَسِير سمع عَلَيْهِ بعض البُخَارِيّ وختمه بالآثار فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ولازمه