وقولها فأصيب ليس معناه أنه قتل في الجهاد مع النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتأيمت بذلك بل إنما تأيمت بطلاق البائن ويكون معنى فأصيب أي بجراحة أو أصيب في ماله أو نحو ذلك وأرادت عد فضائله فابتدأت بكونه خير شباب قريش، ثم ذكرت الباقي وقوله وأم شريك من الأنصار، أنكر هذا بعضهم وقال: إنما هي قرشية من بني عامر بن لؤي واسمها غزية وقيل غزلية، وذهب آخرون إلى أنهما اثنتان قرشية وأنصارية، فالقرشية العامرية هي أم شريك غزية بنت دودان بن عوف بن عمرو بن عامر بن رواحة بن ضباب بن حجر، ويقال: حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على خلاف في ذلك قد ذكرته في كتاب إمتاع الأسماع بما للرسول من الأنباء والأحوال والحفدة والمتاع صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ذكر أزواج رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وأما أم شريك الأنصارية فمن بني النجار ولم يذكرها بن عبد البر. [ل6ب]
وإنما روى الحاكم في المسترك من طريق محمد بن إسحاق، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا زهير بن العلاء، حدثنا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة قال: وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شريك الانصارية من بنى النجار.
وقال: إنى أحب أن أتزوج من الأنصار ثم قال إني أكره غيرتهن
ولم يدخل بها.
وقوله انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم وهو رجل من بني فهر، فهر قريش وهو من البطن الذي هي من ابن أم مكتوم صفة لعبد الله لا لعمرو، فإنه عبد الله ابن أم مكتوم وهي أمه فينسب تارة إلى أبيه عمرو وتارة ينسب إلى أمه أم مكتوم، فينبغي أنه يكتب في قولنا ابن أم مكتوم بألف في ابن، وفي قولها هذا إشكال فإن ابن أم مكتوم بن عامر بن لؤي، وفاطمة بنت قيس من بني محارب بن فهر، فكيف يكون ابن عمها وأنها من البطن الذي هو منه؟