حية الكوفي عن بكير بن الأخنس عن أبيه، فإن كان أبو جناب يحيى بن أبي حية لين الحديث فما ذنب الأخنس والد بكير؟
وبكير ثقة عند أهل العلم، وليس في حديث واحد رواه ثقة عن أبيه ما يلزم أباه الوهن بلا حجة. انتهى كلام أبي حاتم رحمه الله.
فهذا نص في بيان مذهب أبي حاتم رحمه الله في الرواة الذين لم يظهر منهم غلط في رواية الأحاديث، وإن انفرد عنهم راو واحد، وهو أنه ينفي عنهم الضعف المطلق.
وقد فهم الذهبي رحمه الله من ذلك أن أبا حاتم يقويه حيث قال في الميزان: قواه أبو حاتم، واعترض على أبي حاتم ابن حجر في اللسان بقوله: لا يلزم من جهالة حاله، هذا إن رفعت جهالة عينه، والله أعلم.
قلت: لا يظهر من كلام أبي حاتم توثيقه له، وإنما دفع عنه التضعيف المطلق، وأما الجهالة فإنها عند أبي حاتم على درجات وأحوال كما سيأتى عن الحافظ نفسه1، ولعله اعتبر في هذا الراوي كونه من التابعين، والله أعلم، وقد نص أبو حاتم على قاعدته في ذلك حين سأله ابنه في الجرح والتعديل "5/ 222".
عن عبد الرحمن بن حرملة عن القاسم بن حسان، فقال: ليس بحديثه بأس، وإنما روى حديثا واحدا، مما يمكن أن يعتبر به، ولم أسمع أحدا ينكره، ويطعن عليه، وأدخله البخاري في كتاب الضعفاء، وقال أبي: يحول منه.
فمع أن أبا حاتم يقر بأنه ليس له إلا حديث واحد ولا روى عنه إلا راو واحد إلا أنه لا يستحق أن يذكر في الضعفاء لكون حديثه ليس منكرا عنده، ولا يوجب الطعن فيه بسببه، ومع ذلك فليس له من الحديث والرواة عنه ما يحمله على توثيقه، فالذي يظهر أنه يرى أنه يصلح في الشواهد والمتابعات، ولذا قال عنه