ذهبت أسرد من ذكره في الصحابة لطال الشرح، لا سيما وهذا رجل من أهل بدر لم يتخلف عن ذكره أحد ممن صنف في الصحابة. انتهى.

قلت: ومن هؤلاء الصحابة الذين وصفهم أبو حاتم بالجهالة مسور بن يزيد المالكي الذي ذكره الشاب المشار إليه آنفا قال عنه البخاري: له صحبة، فدل ذلك، على أن أبا حاتم قد يصف الراوي بالجهالة ويعني بها عدم شهرته لا الطعن فيه بذلك خلافا لما فهمه هذا الشاب.

هذا وإنني حين عرضت ما سبق فإنه كان مني على سبيل استغلال فرصة التعليق على كتاب الضعفاء للبخاري وعرض هذه النتائج على إخواننا الباحثين الذين يعنيهم تحرير المسائل الحديثية لنظرهم فيها والاجتهاد في تحرير الصواب في هذه المسائل المهمة1، أسأل الله عز وجل لنا ولهم التوفيق والسداد.

هذا وإنني خلال عملي في الكتاب قد تأكد لدي ما كان مقررا عندي من أن الرجوع إلى أصول الكتب لضبط نصوصها من الأهمية بمكان، وهذا يعرفه كل من له دراية بهذا الأمر، فإنني قد وقفت في الأصل المخطوط الذي اعتمدت عليه على أربعة وعشرين راويا قد سقطت تراجمهم من المطبوع، وكذلك بالرجوع إليه مع المصادر الأخرى قد وفقني الله عز وجل إلى تصويب كثير من الأخطاء التي وقعت في طبعة الأستاذ محمود إبراهيم زايد، وتبعه عليها كلها الأستاذ عبد العزيز السيروان، فلم أقف للأخير على خطأ واحد صوبه، وذلك مما يدفع الباحث الذي يريد أن يخدم كتب العلم الشرعي للبحث والاجتهاد وعدم التقليد، بل إنني قد وقفت على أخطاء للشيخ الإمام عبد الرحمن بن يحيي المعلمي، فتابعه عليها الأستاذ محمود إبراهيم زايد، وتابعه السيروان، كالعادة، فمن ذلك: في ترجمة جابر بن يزيد الجعفي من التاريخ الكبير وقع فيه: تركه "يحيى بن مهدي"، وهو تصحيف صوابه: تركه يحيى، وابن مهدي، فتبعه الأستاذ محمود إبراهيم زايد،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015