ويضيف الصولي إلى هذين المعنيين المتوارثين –الشجاعة والكرم- معاني أخرى، فنراه يمدح ممدوحه بصفات أخرى تتصل بالناس وصلة الحكام بهم. فيمدح الراضي تارة بأنه المفرج للكروب، وخير مَن يلوذ به الناس ويحتمون، الوفي بالوعد، السمح ... ويمدحه تارة أخرى بأنه المحسن الذي اكتسب حب الناس وطاعتهم له، وتقديرهم لمكانته وفضله، حتى لم يعد هناك إنسان يبغضه أو يسخط عليه لسماحة وجهه وعفوه ... يقول:

أحسنت حتى ما نرى متسخطًا ... يشكو الزمان ولا نرى لك مبغضا

كم مبغض حطت إليك ركابه ... قال الغنى عجلاً فأغنى المبغضا

ويضيف الوصولي إلى مدائحه بالأخلاق الكريمة، والخصال الحميدة وغيرها مدائج أخرى، بعضها يتصل بالصفات الشخصية، فيمدح الراضي بالذكاء ورقة الطبع ... فيقول:

رقيق حواشي الذهن هذب طبعه ... ومحص في قرب المدى أيما محص

وأنه لا يخونه الفهم، ولا يسئ التقدير:

أرى ذكيا ذكت خواطره ... فلم يخن فهمه متلده

ويصفه بأنه البدر الذي أضاء دجى الظلماء، والذي لم يأت خليفة مثله، ولن يستطيع أن يصل إلى مرتبته إنسان فيقول:

بدر يضئ دجى الظلام ولم يزل ... لسواد ما تجني الخطوب مبيضا

بكر الزمان فليس ينتج مثله ... أبدًا ولا يلغي بع متمخضا

من شام عزك ذل دون مناله ... أو رام ما رفعت منه تخفضا

كما يمدح ممدوحيه ببعض الصفات التي تتناسب مع مكانتهم الرسمية، تلك التي تتصل بالحكم والسياسة وأمور الدولة، نحومديحته للراضي بسداد الرأي، والتمسك بالوفاء، وحسن تدبير أمور الرعية، وتوجيه سياسة الوزراء والحجاب بما فيه صالح الشعب، يقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015