واحدة للراضي –وهي مديحته الزائية- بدأها الصولي بالدعاء للخليفة دون أن يقدم لها.. حيث قال:

بارك الله للأمير أبي العبا ... س خير الملوك في النيروز

وأراه أولاده الغر أجدا ... رًا بملك نامٍ وعزٍّ عزيز

غير أن الصولي في معظم الأحيان يقدم القصائده بمقدمات غزلية، قد تطول أو تقصر حسب انفعاله، وحالته النفسية، فقد تكون بيتًا واحدًا كما في داليته للخليفة المعتضد بالله1، وقد تصل إلى العشرين بيتًا كما في مقدمته لقصيدته البائية2 التي مدح بها الوزير ابن الفرات. وعمومًا فمقدماته الغزلية تتراوح بين الأربعة والخمسة الأبيات، أما مقدماته الاستبشارية فهي دائمًا متوقفة على تولى الخلافة أو الوزارة أو الإمارة.

وإذا تركنا مقدمات مدائح الصولي إلى مدائحه نفسها، وجدناه يجسم المثالية الخلقية تجسيمًا قويًا في ممدوحيه، فهو حين يمدح الخلفاء أو الوزراء أو الأمراء، لا ينفصل عن منهج السابقين والمعاصرين، حيث يتمثل المعاني العربية المتوارثة، كالشجاعة والكرم والوفاء والإباء، وغير ذلك مما يتصل بالأخلاق الفاضلة، والخصال الحميدة.

فتراه يمدح الخليفة الراضي بالشجاعة، وأن قواده وجنوده يستمدون منه القوة والمقدرة القتالية، وأنه سيف على الخارجين عليه، العاصين لأوامره، وهو المقتدر المطفئ لنار طغيانهم.. يقول:

جيوشه حوله كما حدقت ... بالبدر بدر التمام أسعده

سيف على مَنْ عصاك مقتدر ... تطفي به طغيانه وتغمده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015