على قولهم ويحتج لهم. ومرة يذكر قولهم ويسكت, ومرة يخالفهم ويقول إنه يجب الرجوع في هذا إلى ما دل عليه الكتاب والسنة, وهذا القول هو الحق لو كان الألوسي يثبت عليه.
المثال الثالث إنكارهم وجود السموات السبع.
وذلك هو الكفر الصريح والضلال البعيد لمخالفته لنصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين.
وكثير من جهال المسلمين يوافقونهم على هذا المذهب الباطل وذلك ردة وخروج من دين الإسلام.
قال الألوسي في صفحة 19 من كتابه الذي سماه (ما دل عليه القرآن. مما يعضد الهيئة الجديدة). وأما ما ذهب إليه متأخرو الفلاسفة فلا سماء عندهم بل الأجرام العلوية قائمة بالجاذبية فإن الشمس وسائر الكواكب السيارات عليها بل وجميع الثوابت ليست مركوزة في جسم من الأجسام - إلى أن قال - غير أن المتأخرين لم يثبتوا من السموات سبعاً ولا أكثر من ذلك ولا أنقص. والمتشرعون منهم قالوا المراد من السموات السبع أصناف أجرام الكواكب فإنهم جعلوها على سبعة أصناف في المقدار. وذلك هو الضلال البعيد. فلا يلزم أن يكون كل ما لم تصل إليه أيدي أفكارهم هو في حيز العدم (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله).
فإن الرسل صلوات الله وسلامه عليهم كلهم أخبروا بوجود السموات في هذا الفضاء الذي ليس له مبدأ ولا انتهاء.
وهذا خاتمهم صلوات الله عليه قد ذكر ما ذكر مما رأى في معراجه في السموات واستفتاحه لها بواسطة جبريل. كل ذلك يبطل تأويل من أوَّل.
قلت قد أجاد الألوسي في رده على أهل الهيئة الجديدة في زعمهم عدم السموات السبع ولكنه اخطأ في قوله في الفضاء إنه ليس له مبدأ ولا انتهاء, وقد تقدم رد ذلك مع الأمثلة التي تقدم ذكرها.
وذكر الألوسي أيضاً في صفحة 34 عن أهل الهيئة الجديدة أن سعة الجو غير متناهية عندهم, ومعنى هذا إنكار وجود السموات السبع.