وقال تعالى (ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها) الآية. والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً.
وفي صحيح مسلم وسنن أبي داود وابن ماجه والدارمي عن جابر رضي الله عنه في حديثه الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني من مزدلفة - مرت به ظعن يجرين. الحديث.
الوجه الثاني أن الذي يدور على محوره مع ثباته في موضعه لا يوصف بالجريان وإنما يوصف بالدوران. والله تبارك وتعالى قد وصف الشمس بالجريان ولم يصفها بالدوران وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قد وصفها بالجريان ولم يصفها بالدوران, فتبين بطلان ما حاوله المقلدون لأهل الهيئة الجديدة من حمل الآية الكريمة على زعمهم الباطل.
ومنها أنه في صفحة 119 ذكر قول الله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها) الآيات إلى قوله تعالى (وكل في فلك يسبحون) ثم قال في صفحة 120 وهذه الآية من أعظم ما يتمسك به المتشرعون من علماء الهيئة الجديدة.
قلت ليس كذلك بل في هذه الآيات رد عليهم لأن فيها النص على جريان الشمس وهم قد أنكروه. وليس فيها ما يدل على جريان الأرض كما زعموه.
ومنها ما ذكره في صفحة 122 عن الفلاسفة أن أصغر الثوابت عندهم أعظم من الأرض.
وهذا من التخرص والقول بغير علم.
وقد ذكرت في آخر الأدلة القرآنية على ثبات الأرض ما يدل على انتثار الكواكب في البحر يوم القيامة وتكوير الشمس والقمر فيه فليراجع ففيه دليل على أن الأرض أعظم من الكواكب كلها والله أعلم.
ومنها أنه قال في صفحة 129 وقد غلب على ظن أكثر أهل الحكمة الجديدة أن القمر عالم كعالم أرضنا هذه وفيه جبال وبحار ويزعمون أنهم يحسون بها بواسطة أرصادهم وهم مهتمون بالسعي في تحقيق الأمر فيه.
قلت هذا تخرص ورجم بالغيب وقد قال الله تعالى (وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً).
ومن أين لهم الوصول إلى القمر وتحقيق الأمر فيه وهو في السماء بنص القرآن, وبين