الحق (وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً) وكل ما علا وأظل قيل سماء.
وقيل أيضاً والسماء ما علا والأرض ما سفل.
وقال الجوهري وغيره من أئمة اللغة كل ما سفل فهو أرض.
وروى ابن جرير في تفسيره من طريق السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (والسماء بناء) فبناء السماء على الأرض كهيئة القبة وهي سقف على الأرض وإذا كانت الأرض سافلة والسماء عالية عليها وسقفاً فوقها فلا يقول إن الأرض كوكب من جملة الكواكب التي قد جعلت زينة للسماء إلا من هو من أجهل الناس.
وبعد تحرير هذا الموضع وقفت على كلام للشيخ محمد بن يوسف الكافي التونسي رد به على من زعم أن الأرض كوكب من جملة الكواكب التي تدور حول الشمس, وقد رأيت أن أسوقه ههنا لما فيه من تحقيق الحق وإبطال الباطل.
قال في كتابه «المسائل الكافية, في بيان وجوب صدق خبر رب البرية» ما نصه:
(المسألة التاسعة والتسعون) في الجزء المذكور يعني الجزء الرابع عشر من مجموعة مجلة المنار - صفحة 578 قال بعض أشياع محمد عبده مع مشاركة الشيخ رشيد رضا في بعض كلامه. ما هذه الأرض التي نعيش عليها. هي كوكب من الكواكب التي تدور بمركز الشمس وتسمى بالسيارات.
قال الشيخ الكافي في الرد عليه.
(قوله) هي كوكب. كذَب وافترى على الله تعالى من سماها كوكباً لأن الله تعالى الذي خلقها سماها أرضاً.
والكوكب هو النجم ومحله العلو.
والكوكب من وصفه الإضاءة والإشراق والطلوع والأفول والأرض بخلاف ذلك.
وقوله من الكواكب التي تدور بمركز الشمس ممنوع لأنه تقدم أن الأرض ساكنة لا متحركة فارجع إليه إن شئت انتهى.
وكلامه الذي أشار إليه هنا وأنه قد تقدم قد ذكرته مستوفي مع الكلام على تكفير من يقول بحركة الأرض وسرها فليراجع هناك.