وَكتابه الْمَذْكُور مشحون بِهَذَا الهذيان وَهُوَ من الصراحة بالاتحاد بِحَيْثُ لَا يلتبس إِلَّا على بَهِيمَة فَإِن شَككت فِيمَا حكيناه فَعَلَيْك بِالْكتاب الْمَذْكُور وَهَذَا الْمِثَال مَشْهُور عِنْد الْقَوْم لَا يُنكره أحد مِنْهُم بل رُبمَا جاوزه بَعضهم فَقَالَ إِن الْعَالم كالموج والباري عز وَجل كالبحر والموج لَيْسَ غير الْبَحْر صرح بذلك الجامي فِي شرح نقش الفصوص لِابْنِ عَرَبِيّ
وعَلى الْجُمْلَة فقد سقنا إِلَيْك من نصوصهم مَا يعرفك بحالهم وَلَا فَائِدَة فِي الْإِكْثَار من كفرياتهم فَهَذِهِ كتبهمْ على ظهر البسيطة مَوْجُودَة بأيدي النَّاس فَإِذا أردْت العثور على أَضْعَاف أَضْعَاف هَذِه المخازي رَاجعهَا وَكن على حذر مِنْهَا فَإِنَّهَا مغناطيس الْقُلُوب الَّتِي لم تستحكم قُوَّة إيمَانهَا
وَقد وعدناك فِيمَا سلف بِذكر نُصُوص جمَاعَة من عُلَمَاء الشَّرِيعَة على تضليل هَذِه الْفرْقَة فَنَقُول
اعْلَم أَن أَئِمَّة أهل الْبَيْت وَسَائِر عُلَمَاء الْيمن إِلَّا الْقَلِيل مطبقون على تضليل هَذِه الْفرْقَة مبالغون فِي التحذير مِنْهُم معلنون بِأَنَّهُم ابتدعوا فِي الْإِسْلَام مَا يُخَالف الشَّرِيعَة وسردهم مِمَّا لَا تتسع لَهُ الورقات وَقد بَالغ الإِمَام شرف الدّين فِي ذَلِك حَتَّى أَمر بقتل كثير من كبرائهم وَهَذَا الإِمَام الْقَاسِم بن مُحَمَّد صرح بتكفيرهم وشدد على رَعيته فِي ذَلِك وَصرح بِأَنَّهُم زنادقة وَهَكَذَا ابْنه المتَوَكل على الله حَتَّى أَمر بتحريق الْكتاب الْمَعْرُوف بالفصوص وَأمر أَهله أَن ينجزوا