الْوُجُود سواهُ مَعَك وَسوَاك بِهِ فَأَنت معِين صُورَة علمه وَعين معنى علمه وَهُوَ علمك فِيهِ ترى وتبصر وَتعلم وَبِك يرى ويبصر وَيعلم ثمَّ قَالَ بعد ذَلِك إِن وَاجِب الْوُجُود كلي وممكنه جزئي وَلَا وجود للكلي إِلَّا فِي الجزئي وَلَا لجزئي إِلَّا فِي كلي
وعَلى الْجُمْلَة إِن ديدنه فِي هَذَا الْكتاب فِي غَالب أبحاثه فِي الْوحدَة وَالْمَشْي على طَريقَة ابْن عَرَبِيّ فَلَا نطيل فِي رسم كَلَامه وَلَا نَسْتَكْثِر من كتب هذيانه
قَالَ بَعضهم جَلَست عِنْد ابْن سبعين من الْغَدَاة إِلَى الْعشي فَجعل يتَكَلَّم بِكَلَام تعقل مفرداته وَلَا تعقل مركباته
وَأما ابْن التلمساني فيكفيك من خذلانه وإصراره على هَذَا الْمَذْهَب الكفري مَا عرفناك سَابِقًا من رِوَايَة الإِمَام ابْن تَيْمِية عَنهُ أَنه قَالَ الْقُرْآن كُله شرك وَإِنَّمَا التَّوْحِيد مَذْهَبهم أَعنِي القَوْل بالاتحاد فقد أخْبرك عَن حَقِيقَة مَذْهَبهم وَهُوَ الْخَبِير أَنه مُخَالف لِلْقُرْآنِ فَإِن كَانَ معترفا بِأَنَّهُ كَلَام الله فَلَا أصرح من هَذِه الشَّهَادَة الَّتِي شهد بهَا على نَفسه وعَلى أهل مِلَّته فَكُن فِي أَي القبيلتين شِئْت وَالسَّلَام
(وَلَا تكن مثل من ألْقى رحالته ... على الْحمار وخلى صهوة الْفرس)
وَأما الجيلي فكتابه الْمُسَمّى الْإِنْسَان الْكَامِل كافل لَك بِبَيَان