وَانْظُر إِلَى أَيْن بلغ بِهِ افتخاره وَرَفعه لمقداره فِي هَذِه القصيدة حَيْثُ قَالَ
(نعم نشأتي فِي الْحبّ قبل آدم ... وسري فِي الأكوان من قبل نشأتي)
(أَنا كنت فِي العلياء مَعَ نور أَحْمد ... على الدرة الْبَيْضَاء فِي خلويتي)
(أَنا كنت فِي رُؤْيا الذَّبِيح فداءه ... بلطف عنايات وَعين حَقِيقَة)
(أَنا كنت مَعَ عِيسَى على المهد ناطقا ... وَأعْطِي دَاوُد حلاوة نغمتي)
(أَنا كنت مَعَ نوح فَمَا شهد الورى ... بحارا وطوفانا على كف قدرتي)
(أَنا القطب شيخ الْوَقْت فِي كل حَالَة ... أَنا العَبْد إِبْرَاهِيم شيخ الطَّرِيقَة)
لَيْسَ الْعجب من هَذَا وأقواله بل الْعجب الَّذِي تسكب عِنْده العبرات سكُوت أهل عصره بعد مسير الركْبَان عَنهُ بِمثل هَذِه الْأَقْوَال فِي حَيَاته إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون وَآخر بَيت ختم بِهِ تائيته
(وَمن فضل مَا أسأرت شرب معاصري ... وَمن كَانَ قبلي فِي الْفَضَائِل فضلتي)
جعل الْأَنْبِيَاء فِي فضائلهم فضلَة فضائله فاسمع إِن كنت من الَّذين لم يخْتم على قُلُوبهم وَيجْعَل على أَبْصَارهم غشاوة وَفِي هَذَا الْمِقْدَار مَا يعرفك بِحَال هَذَا الْوَلِيّ المعتقد فاختر لنَفسك مَا يحلو
أما ابْن سبعين فيكفيك من تصريحه بالوحدة قَوْله فِي كِتَابه الْمَعْرُوف بلوح الْإِصَابَة مَا لَفظه الذَّات مَعَ الْعلم دَائِما وَهِي الْبَاطِنَة وَهِي الظَّاهِرَة بخلافك أَنْت الظَّاهِر وعلمك بَاطِن وَمَا فِي