إنما عنى بالقتل ههنا التّبريح؛ فإنّ الذى يلزمه من الهجنة مع ذكر القتل يلزمه أيضا مع ذكر التّبريح.

ومما أخذ على امرىء القيس قوله «1» :

فللسّوط الهوب وللسّاق درّة ... وللزّجر منه وقع أخرج مهذب «2»

فلو وصف أخسّ حمار وأضعفه ما زاد على ذلك.

والجيد قوله:

على سابح يعطيك قبل سؤاله ... أفانين جرى غير كزّ ولا وان «3»

وما سمعنا أجود ولا أبلغ من قوله «أفانين جرى» .

وقول علقمة «4» :

فأدركهنّ ثانيا من عنانه ... يمر كمرّ الرائح المتحلّب «5»

فأدرك طريدته وهو ثان من عنانه ولم يضربه بسوط، ولم يمره بساق، ولم يزجره بصوت.

ومما يعاب قول الأعشى «6» :

ويأمر لليحموم كلّ عشيّة ... بقتّ وتعليق فقد كان «7» يسنق «8»

يعنى باليحموم فرس الملك، يقول: إنه يأمر لفرسه كلّ عشية بقت وتعليق؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015