وأبوك بدر كان ينتهس الحصى ... وأبى الجواد ربيعة بن قبال «1»
فقال الزّبرقان: لا بأس، شيخان اشتركا فى صنعة.
وقلّما رأينا بليغا إلا وهو يقطع كلامه على معنى بديع؛ أو لفظ حسن رشيق.
قال لقيط فى آخر قصيدة: «2»
لقد محضت لكم ودّى بلا دخل «3» ... فاستيقظوا إن خير العلم ما نفعا
فقطعها على كلمة حكمة عظيمة الموقع.
ومثله قول امرىء القيس «4» :
ألا إنّ بعد العدم للمرء قنوة ... وبعد الشباب طول عمر وملبسا «5»
فقطع القصيدة أيضا على حكمة بالغة.
وقال أبو زبيد الطائى فى آخر قصيدة «6» :
كلّ شىء تحتال فيه الرجال ... غير أن ليس للمنايا احتيال
وقال أبو كبير «7» :
فإذا وذلك ليس إلا ذكره ... وإذا مضى شىء كأن لم يفعل
فينبغى أن يكون آخر بيت قصيدتك أجود بيت فيها، وأدخل فى المعنى الذى قصدت له فى نظمها؛ كما فعل ابن الزّبعرى فى آخر قصيدة يعتذر فيها إلى النبى صلى الله عليه وسلم ويستعطفه:
فخذ الفضيلة عن ذنوب قدخلت ... واقبل تضرّع مستضيف تائب
فجعل نفسه مستضيفا، ومن حق المستضيف أن يضاف، وإذا أضيف فمن حقه أن يصان، وذكر تضرّعه وتوبته مما سلف، وجعل العفو عنه مع هذه الأحوال فضيلة؛ فجمع فى هذا البيت جميع ما يحتاج إليه فى طلب العفو.